يحيى السعود .. حضرت الانتخابات وغاب حضورك
كتب شادي سمحان -
لم يهمه المنصب يوماً .. ولم يبالي بالمجاملات ..كان أنموذجاً لشخصية صنعت نفسها بنفسها .. مخلفا سيرة عطرة وسيطا محمودا.
«أبو محمد» إن رحلت في الوجدان باق ، لأنك رسمت معالم الوطنية بحبك لوطنك ، وكنت العون لمن لا عون له ، لأنك تخاف الله بفعلك ، فكانت الإنسانية شعارك.
النائب السابق ، يحيى السعود عمل بصمت .. وابتعد عن الاستعراض والظهور .. والتزم بالعقلانية فكان برجاحة عقله يبدد غير المنطق في جلساته .. وطوّع صعوبات الحياة للصالح العام دون أدنى شك أو مساومة .
السعود ، لن أقول إلا قطرة من بحر صدقك ونبلك ، فكنت نعمِ الوطني ، والإنساني والقومي.
نعم ..كان الوعاء الذي غرف منه المقربون أسمى المعاني،فأسعد من حوله بفزعاته ، ونصائحه.
السعود _رحمه الله _ رجلٌ ثابتاٌ بالمواقف والافعال مع ابناء مجتمعه وفي آرائه القومية .. ومع أبناء دائرته على وجه التحديد .. فحصد شعبية واسعة وتأييدا شعبيا منقطع النظير .. وهو ما تمثل بالآلاف التي خرجت في وداعه الاخير اولاً ، وثانياً عندما اعلنت الاصرار على انتخابه ..
بالجرأة والعمق والمصداقية .. اتصف رحمه الله .. واليوم نعاهده أمام الله اننا سنكمل ما بدأه .. من قضايا ابناء الوطن .. والموقف المشرف من القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية .. أملنا أن نسير على نهجه .. ونكمل مسيرته بهمة وجدية.
الفقيد يحيى السعود .. نسلٌ أصيل من شجرة الوطن العتيقة المباركة .. فهو من أبناء الارض الذين حرثوها علماً وعملاً مبدعاً .. وممن عملوا بصمت وإخلاص .. فكان له أينما حطت ركابه شواهدٌ تقر بإنجازاته .. وتجعله حياً خالدا بما زرعه ، واليوم نكمل ما تعلمنا منه.
فنم قرير العين ، ولتعلم أنك عبقٌ أريجه خُلقك الذي يضوّع المكان مسكا.