متى يسلم ترامب حقيبة الرموز النووية لبايدن؟
من أهم طقوس يوم انتقال السلطة في الولايات المتحدة في الـ20 من يناير/كانون الثاني تسليم الرئيس الأميركي المغادر للرئيس الجديد حقيبة يطلق عليها "كرة القدم النووية" (Nuclear Football)، وتحتوي الحقيبة على جهاز ورمز إطلاق ما يقارب من ألفي صاروخ نووي، ولا تجري هذه المراسيم أمام الجمهور، ولم تنشر من قبل أي صور لها نظرا لسريتها وخطورتها الشديدة.
وتتمتع حقيبة الرموز النووية -التي تزن 20.4 كيلوغراما- بأهمية استثنائية ونادرة، وتكون دائما على مقربة من الرئيس الأميركي حتى في الرحلات الخارجية، ويحملها مساعد عسكري يبقى دائما قريبا من الرئيس.
ويثير رفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية حتى الآن قلق البعض مما يمكن أن يقوم به، خاصة فيما يتعلق بتسليم الرئيس المنتخب جو بايدن الحقيبة النووية.
وتدفع سرية عملية تسليم الحقيبة النووية وعدم حدوث أي تسريبات لصورها -منذ امتلاك الولايات المتحدة أسلحة نووية بنهاية الحرب العالمية الثانية- إلى ظهور بعض الشائعات ونظريات المؤامرة التي تتحدث عن عدم وجود هذه الحقيبة في عالم الواقع، لكن عددا من الصحفيين وخلال زيارة الرئيس ترامب للصين عام 2017 أكدوا مشاهدتهم ضابطا من قوات البحرية (المارينز) يحمل الحقيبة ويظل في مكان غير بعيد عن ترامب.
إذا قرر الرئيس الأميركي بدء هجوم نووي فما عليه إلا إصدار الأمر بذلك، ودستوريا لا يمكن للكونغرس أو وزرائه أن يعارضوا القرار، ولا يتضمن الدستور الأميركي أي نصوص تحد من سلطة الرئيس الذي يتمتع بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بصلاحية إصدار أوامر باستخدام أي أسلحة تمتلكها البلاد.
من ناحية أخرى، دفعت حملة ترامب -التي بدأت أمس الاثنين بالتخلص من بعض كبار المسؤولين الذين يعتقد بعدم "ولائهم المطلق له" كما أشار مسؤول سابق في وزارة الدفاع لشبكة "سي إن إن" (CNN)- الكثير من الخبراء للتعبير عن قلقهم مما يمكن أن يقدم عليه الرئيس ترامب خلال الـ70 يوما الباقية له في الحكم.
وكان ترامب أقال أمس وزير الدفاع مارك إسبر في تغريدة مفاجئة، دون أن يوضح أسباب القرار، في وقت أشارت فيه تقارير إلى أن الوزير السابق إسبر انضم إلى مديرة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) جينا هاسبل، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) كريستوفر راي في الاتفاق على ضرورة مواجهة ترامب إذا خرق القواعد الدستورية في المرحلة القادمة.