بمجرد أن صعدت كامالا هاريس إلى خشبة المسرح في مدينة ويلمنجتون بولاية ديلاوير ليلة السبت، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن ملابسها.

وقد كانت إشارةمعبرة، سواء للأفضل أو للأسوأ، عن التدقيق العام الذي ستواجههأزياء نائبالرئيس الأمريكي المنتخب على مدار الأعوامالقادمة.

ولكن بينما أن خطاب هاريس،أول امرأة تتبوأ منصبنائبالرئيس في الولايات المتحدة،سيذكره التاريخ،لما حمله من عباراتالإلهام لكافة النساء في أمريكا وحول العالم، كانت رمزية لون ثيابها مهمة بالقدر ذاته.

ونسبت هاريس الفضل في فوزرها إلى النساء اللواتيأتين قبلها، أي المناضلات من أجل حقوق التصويت في بداية القرن العشرين.

ولطالما ارتبط اللون الأبيض بحركة حق المرأة في التصويت، والتي تم تبنيها كرمز للنقاء الأخلاقي إلى جانب اللون الأخضر للأمل، والأرجواني من أجل الكرامة.

وكان اختيار هاريس المتعمد للزي بمثابة بادرة تضامن مع الصف الطويل من النساء،اللواتيتحدَّين التوقعات في السياسة الأمريكية,

وكانت بلوزة هاريس ذات ربطة الفيونكةتحمل وزناًتاريخياً،إذ كانترئيسة الوزراء البريطانية السابقةمارغريت تاتشرترتدي ذلك النوع من الثياب لتشبه الملابسبربطات العنق التي كان يرتديهازملاء لها من الذكور، ولإعادة صياغة قواعد "نادي الرجال" للسياسة البريطانية في الثمانينيات.

ولكن ملابسهاريس، التي ورد أن مصمم الأزياء الأمريكي ويس جوردون صممها لكارولينا هيريرا، تحدثت عن التاريخ الحديث بطرق أخرى أيضاً.

واستخدمت نساء الحزب الديمقراطي اللون الأبيض باستمرار في احتجاج صامت. وفي خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشترك أمام الكونغرس الأمريكي في عام 2017، قامت مجموعة من المشرعات بتوحيد لونملابسهن لرفع مستوى الوعي بقضايا المرأة، بما في ذلك الحقوق الإنجابية والمساواة في الأجور.

ولدى هاريسفرصة لإعادة تمثيل المنصبعلى صورتها الخاصة، مما يخلق نقطة مرجعية للعديد من النساء اللواتي سيتبعن خطاهاحتماً.

وقالت هاريس في خطابهافي ولاية ديلاوير، "على الرغم من أنني قد أكون أول امرأة في هذا المنصب، إلا أنني لن أكون الأخيرة".

وتستعرضهاريس بالفعل لقطات من جانبها غير الرسمي، لا سيما تفضيلها الواضح للأحذية الرياضية. وبينما أن حسابها على "انستغرام"مليء بالبدلات الداكنة اللون التي تفضلها تقليدياً، يظهر مقطع فيديو تم نشره بعد فترة وجيزة من الإعلان عن فوزها المتوقع، وهي ترتدي ملابس رياضية.(CNN) --