لاعبات مصريات في مهمة خاصة.. استعادة بريق المستطيل الأخضر

تحت الأضواء الكاشفة في أكاديمية للكرة النسائية بمدينة السادس من أكتوبر، لا تتوقف حركة اللاعبات، تدريبات جادة وقوية، تركيز أثناء الركض والالتحامات والتسديد على المرمى، فيما يتابع ذووهمن التمارين من المدرجات وداخلهم الكثير من الأسئلة حول مستقبل الفتيات واللعبة في مصر.


تستقبل فريدة سالم، مؤسسة الأكاديمية، تلك الاستفسارات بابتسامة قبل أن تُجيب، كما تقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن اللعبة في مصر تشهد مؤخرا تطورا ملحوظا واهتماما من قِبل المسؤولين عن الرياضة.

تضيف فريدة، البالغة من العمر 27 عاما، بينما تُعطي تعليماتها للاعبات على أرضية الملعب: "الاتحاد الدولي لكرة القدم أعلن أيضا عن دعمه لـ211 اتحادا على مستوى العالم لمساندة الكرة النسائية وعدد بطولاتها داخل كل دولة".
 

وكان "فيفا" أطلق في سبتمبر الماضي، برنامجا لتطوير كرة القدم للسيدات، لتزويد الاتحادات الأعضاء بموارد إضافية وخبرات متخصصة، ومنحة إضافية بقيمة 500 ألف دولار، كجزء من خطة إغاثة كورونا التي ستخصص لكرة القدم النسائية.

خطوة على الطريق

وفي منتصف الشهر الماضي أرسل الاتحاد المصري لكرة القدم خطابا رسميا لأندية مسابقة الدوري العام الممتاز، من بينهم الأندية الشعبية مثل الأهلي والزمالك، لبدء تشكيل فرق للكرة النسائية للمشاركة في الدوري الممتاز للسيدات، خلال الموسم الكروي المُقبل "2020/2021".

ترى "فريدة" أن تلك الخطوة ستساهم في تطوير الكرة النسائية بمصر من خلال زيادة نسبة مشاركة الفتيات، وارتفاع أعداد المشجعين لها، وإلقاء الضوء عليها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، كما تؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية".

 

سحر عبدالحق، عضو اللجنة الخماسية لإدارة اتحاد الكرة تقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "تواصلنا مع الأندية الشعبية لعرض الفكرة، تأسيسها لفرق نسائية يساعد على وجود دوري قوي وتوسيع قاعدة اللعبة في مصر".

وتابعت سحر عبدالحق: "تلقيت ترحيبا من رؤساء أندية من بينهم كابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، مع استفسارات عن كيفية تنفيذ تلك الخطوة بأفضل طريقة ممكنة".

وتعتقد مسؤولة ملف الكرة النسائية بمصر أن المنافسة القوية في مسابقة الدوري العام الممتاز سيكون له بالغ الأثر على المنتخب الوطني عن طريق إمداده بعناصر نسائية تمتلك الموهبة والخبرة معًا.

ولدى مصر تاريخ في كرة القدم النسائية، إذ ظهرت أول نسخة للدوري في موسم 1998/1999، بمشاركة عدد قليل من الأندية من بينهم الإسماعيلي، وفريق "المعادن" الذي حصد بطولة الدوري في تلك السنة فضلًا عن كأس مصر، قبل انضمام فرق أخرى في الأعوام التالي مثل "وادي دجلة".

وفي عامه الأول شارك المنتخب القومي للكرة النسائية ببطولة كأس أمم إفريقيا عام 1998، غير أنه غاب عن التمثيل القاري 19 عاما، وفي عام 2017 قدم أداء باهت في البطولة ذاتها، ولم يجتمع الفريق لنحو 3 أعوام.

 

وخلال العام الماضي، وجه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بإعادة المنتخب القومي للسيدات، أثناء كلمته بفاعليات المؤتمر الوطني للشباب في نسخته السابعة، الذي أقيم في العاصمة الإدارية.

عودة المنتخب

وتؤكد عضو اللجنة الخماسية لإدارة اتحاد الكرة لموقع "سكاي نيوز عربية" على منح الأولوية منذ توليها منصبها إلى إعادة المنتخب بقيادة المدير الفني حسين عبداللطيف، ومن بعده المدرب "أحمد رمضان".

وبحسب بيان لاتحاد الكرة المصري، يقود "رمضان" تدريب المنتخب القومي للكرة النسائية ومعه مصطفى منير مدربا عاما، وعزة أبوالخير مدربا مساعدا وعبدالرحمن محمد مدربا مساعدا، وبسام خيرت مدربا لحراس المرمى والدكتور محمد عصمت مخططا للأحمال.

 وانطلق معسكر منتخب مصر الأول وتحت 20 سنة للكرة النسائية السبت الفائت، في إطار التعرف على مستويات اللاعبات واختيار العناصر الأبرز للاستعدادا إلى تصفيات الأمم الأفريقية وكأس العالم قبل أن ينتهي بمران أخير اليوم الأربعاء بحضور "عبدالحق".

وتقول سحر عبدالحق بعد حضورها المران: "نعمل على إعداد هذه المعسكر منذ فترة طويلة من أجل وتهيئة كافة سُبل النجاح للجهاز الفني واللاعبات.

ونوهت في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى التواصل المستمرة بين الاتحاد والجهاز الفني مع اللاعبات المحترفات في الخارج للاطمئنان على أدائهم في الأندية المختلفة والتنسيق لمشاركتهم في المعسكر المُقبل للمنتخب.

 

اللاعبة "سارة عصام" أول مصرية وعربية تحترف بالدوري الإنجليزي، تتابع باهتمام بالغ القرارات الأخيرة بشأن الكرة النسائية خاصة تعيين الجهاز الفني الجديد، كما تؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية".

 

وتضيف لاعبة "ستوك سيتي" في تصريحاتها لموقع "سكاي نيوز عربية": أرغب في تقديم أفضل أداء لدي مع المنتخب، للمساهمة في وضع الفريق بالمكانة التي يستحقها.

وتعتبر "سارة" أن دعم الدولة في السنوات الأخيرة للمرآة يجعلها تطمئن على مستقبل الكرة النسائية، على حد تعبيرها، وله تأثير على نظرة المجتمع لتلك الرياضة وتقبل الجميع لها.

ولمست "سحر عبدالحق" تغييرا في نظرة الأهالي للعبة خلال جولاتها في صعيد خلال تدشين مبادرة "ألف بنت وألف حلم" بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، لتعليم الفتيات كرة القدم وتوسيع نطاق المشاركة في جميع المحافظات.
 

وتقول عضو اللجنة الخماسية لإدارة اتحاد الكرة لموقع "سكاي نيوز عربية": "تخوفت من رفض أولياء الأمور لالتحاق الفتيات باللعبة، لكن وجدنا ترحيبا وسعادة منهم بالتجربة".

وأضافت: "نسعى إلى إحياء الكرة النسائية بكافة الطرق، بتنفيذ دوري للمدارس، وآخر للأكاديميات، وإعطاء مزيدا من الفرص للسيدات في مجال التحكيم".

صافرة نسائية

تتحدث منى عطا الله، الحكم الدولي المساعد الأول، لموقع "سكاي نيوز عربية" بعد دقائق من إطلاق صافرة نهاية مباراة بين نادي الطيران و"المصري القاهري" تؤكد أن اللعبة في حاجة ماسة إلى الإجراءات الأخيرة لانعاشها من جديد.

 

وتعمل "عطا الله" في مجال التحكيم منذ 20 عاما، شاركت خلالها في بطولات أمم افريقيا 6 مرات، و بطولتين لكأس العالم للكرة النسائية، فضلًا عن ظهورها في عدد من مباريات كرة قدم للرجال.

وتؤكد الحكم الدولي المساعد الأول لموقع "سكاي نيوز عربية" أن انتشار اللعبة في ربوع مصر وزيادة عدد الفرق واللاعبات في مصلحة الجميع، وسيعود بالنفع على أفراد المنظومة من بينهم التحكيم.

وتتمنى "عطا الله" من اتحاد الكرة الدفع بالحكام السيدات أصحاب الكفاءات العالية لإدارة مباريات في مسابقات الدوري العام للرجال، وترشيحهم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للتواجد في البطولات الكبيرة.
 
تغادر الحكم الدولي ملعب نادي الطيران للرياضة بالقاهرة الجديدة، بينما تتحرك من حولها اللاعبات المشاركات في المباراة التي أدارتها، ترتسم على وجهها ابتسامة تفاؤل متمنية تحقيق السيناريوهات المخطط لها لصالح كرة القدم النسائية بمصر.سكاي نيوز