نواب على الأبواب..
عُمرنا ما بنتغير… ولا تنطبق علينا كل احجيات المنطق… يقولون في الحب والحرب ما في منطق، وزدنا عليها نحن الأرادنه… وفي الإنتخابات النيابية ما في منطق… والمشهد أمامكم… فقد استباح القوم كل المحذورات… والمحظورات…مواكب تخترق السكون… إطلاق نار وكأننا بساحة حرب، طفل يطلق النار من بندقية آلية، إحتجاجات وتجاوزات مخجلة، يجب التعامل معها بحزم وأعان الله جهاز الأمن العام على جهل بعضنا وعنطزتهم… !
هذه مقدمة أول يوم حظر… عرفنا النواب وباركنا لهم…(اونلاين) والبعض اشبعهم (طخطخة وهيزعات....)… ماذا بعد؟ المشهد يوحي ولا يوحي بالكثير من الأمل، ما زالت الدولة العميقة تستجر المجالس المدجنة، لا بل المدجنة سلفاً، والحديث يدور همسا ولمزاً عن تدخلات حكومية باتجاه أشخاص بعينهم تم الدفع بهم للمقدمة كيف لا أعلم؟ هذا حديث البعض، أما حديثي فما زالت مجالس النواب غير مسيسة، وليست من رحم أحزاب سياسية أيديولوجية وطنية غير تقليدية، فنحن أمام أفراد بأهواء وقدرات سياسية ونيابية غضة، خاصة وجل أهداف بعضهم، المكانة الإجتماعية للنائب والأمتيازات من راتب وتقاعد وحضوه عند الحكومة مقابل كل موقف تريد تمريره… !، طبعا أنا لست مع مجالس المناكفة ومقايضة المواقف، نحن بحاجة لمعارضة سياسية وطنية تصوب المعوج وتراقب وتحاسب في إطار القانون، لا معارضة ردح وخطب رنانه واستعراضات تلفزيونية، المعارضة رديف السلطة، في كل بلدان العالم المتحضر، هنالك حزبان، أو إتجاهان، حزب يحكم وحزب يعارض، وعندما يصبح المعارض في السلطة يعود الحاكم للمعارضة، وهكذا تتم المراقبة والمحاسبة، معادلة بسيطة وسهلة التطبيق إذا صحت النوايا، وخرجنا من معمعة ال 55 حزب في بلدنا، والتي أصبح هدف أغلبها أل 50 ألف دينار دعم الحكومة… أي سذاحة هذه وأي تنمية سياسية، وبعض هذه الأحزاب يعمل على الساحة الأردنية من عشرات السنين، وأنصاره لا يتجاوزوا (حمولة بكب… !)، أحزاب شيخه ونصب وطني… .
إذاً نحن بأنتظار النواب… وها هم يطرقون الباب، وجوه اشبعتنا عنتريات غابت عن المشهد غير مأسوف عليها، بعضها سقط لوحده، وبعضها أسقط..! المجلس الجديد يحمل مئة نائب، جديدين على الصنعه… !، وللحق أقول لا ننتظر منهم الكثير، والناس عارفه الطبخه…ونسبة الأقتراع المتدنية تحدث عن نفسها، أما نظرية الكورونا والضبع فسقطت سقوطا ذريعاً أمام التجمعات المحتفلة بجنون، بالنائب المزيون… بضعة ايام… وسيذهبون للمجلس، وتبدأ رحلة السكون، لنصحوا على عرس ديمقراطي نتقن عمله، ولكن لا نحسن نتاجاته، ونبقى على أمل…ففي المجلس القادم وجوه وشخصيات قد تسجل حضورا وتميزا، وعلى مبدأ غيروا العتبات ترزقون، نقول غيروا النواب فقد تفلحون… المشهد نُفذ، وانتخبنا ولو بالحد الأدنى، جهود تقدر لكل من ساهم في إدارة الإنتخابات، قادرون على الفعل ونأمل ان يدق باب المجلس الجديد نواب يستطيعون عمل شيء لبلدنا وشعبنا… الأردن يستحق الأفضل، ولا نريد مجلس ديكوري، يصنع من نفسه جسرا لتمرير ما لا يمكن تمريره، التاريخ لا يرحم… والشعوب لا تنسى…والحكومات لن تفلح إلا بمعارضة نيابية وطنية… لا بمعارضة كرتونية هشة مطواعة…فلا تكن قصيرة النظر وتستعجل التدجين… المجلس القوي يعني حكومة قوية… .والمجلس الضعيف… سلامه تسلمك… حمى الله الأردن.