الزلمة طلّق
أثناء عمليات ترميم وصيانة الشوارع بمحافظة الكرك - القصبة - فيما مضى، كانت الزحمة خانقة ولا تُحتمل. شارع البنوك شارع صغير يختصر نصف الوقت لقطع الطريق، تم اغلاقه فازداد الاختناق المروري لدرجة تعدّت "رفع الهاند بريك" والترجّل من المركبة للنظر في الأمر.
عند مدخل شارع البنوك يقف شرطي السير ودراجته منعًا للمرور، ورجل يسند ظهره على مقدمة سيارته التي أعاقت الحركة مُكتّفًا يديه على صدره، متمركزًا على قدمٍ يُرخي فوقها الأُخرى. وتبدو في عينيه الرغبة بوقف الكرة الأرضية عن الدوران!
لم يستطع الشرطي فتح الطريق ولا المتجمهرون من اقناعه بفتح الشارع، ولمّا ازداد إلحاحهم أعلن الرجل القول الفصل لديه بصرامة، فقال: "بالطلاق غير أمر من هاظ الشارع".
محاولات عديدة للتهديد والاحتواء لثني الرجل عن موقفه كلّها تكلّلت بالفشل.
قدِم ضابط شرطة بسيارة نجدة وطلب من الرجل فتح الطريق بمركبته بحجة وقوّة القانون فأبى، فسأله عن سبب إصراره للمرور من ذلك الشارع، أجاب الرجل أنّه تحت القانون الذي يسري على الجميع، وقد سمح رقيب السير لأحد السيارات أمامه بالمرور من ذلك الشارع، ولم تكن السيارة تتبع لأجهزة أمنية أو حكومية أو حالة طارئة، فهو يعلم من كان فيها، وحين حاول الدخول بالشارع بعده أغلقه الشرطي ومنع دخول المركبات. مما جعله يوقف تشغيل المركبة ويُغلق الشارع حتى يحظى بما حظي غيره دون وجه حق وأعاد الرجل يمينه بالطلاق وبإصرارٍ أكبر.
تهامس الضابط مع شرطي السير الذي كان مُصممًا أيضًا على رأيه حتى صرخ الضابط: "خلص بحكيلك، الزلمة طلّق" افتح له ولمن بعده الطريق.
واليوم لو أنّ ذلك الرجل قرّر أن يُزوّج ابنه أثناء الحظر الشامل لطلّق على أن يُقيم عُرسًا كبيرًا مع موائد الطعام وأنغام الشيلات والعيارات النارية، أسوةً بالأعراس الديمقراطية التي شاهدها لنوّاب المجلس التشريعي.
خلص، الزلمة طلّق!