البدور يعرض أرقاما صادمة عن الحظر الذكي والشامل

قال عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الانسان ورئيس لجنة الصحة في المركز، د. ابراهيم البدور، إن الحلّ الأمثل بالنسبة للأردن في التعامل مع الوضع الوبائي الذي وصلته المملكة من انتشار مجتمعي لفيروس كورونا هو "الاستمرار بالخطة المتبعة الآن، والتركيز على الحماية الفردية من ارتداء للكمامات والتباعد الجسدي، وعدم اللجوء إلى الحظر الشامل إلا في حالة واحدة، وهي الوصول إلى الطاقة الاستيعابية القصوى للمستشفيات، وعدم قدرتها على استيعاب اصابات جديدة".

وأضاف البدور في تصريح صحفي، الجمعة، إن الأردن قام بتطبيق عدة أنواع من الحظر؛ بدءا من الحظر الشامل لمدة أسبوعين، ثم تطبيق أنواع حظر متعددة مثل (حظر البؤر الساخنة التي تشهد كثافة في انتشار الإصابات، والحظر ليوم أو يومين في الأسبوع، مع ساعات حظر ليليّ تغيّرت أكثر من مرّة، ثمّ الآن الحديث عن مصطلح جديد يسمى (الحظر الذكي).

ولفت إلى أن التساؤل الذي يدور في خُلد المواطن عن الفرق بين الحظر الذكي والشامل "وهل الحظر الذكي مفيد في ظلّ الانتشار المجتمعي لفيروس كورونا؟".

وتابع البدور: "إن الحظر الشامل من أشدّ أنواع الحظر تأثيرًا على طرفي المعادلة (الصحة والاقتصاد)، ولا أحد يرغب به (الحكومة والنَّاس)، فتطبيقه يقلل عدد الحالات والوفيات، ولكنه يهدم الاقتصاد و يزيد البطالة ويُفقد الناس وظائفهم". 

وقال إن بعض الدراسات تشير إلى امكانية تخفيض الإصابات بنسبة 90% على الأقل بعد تطبيق حظر لـ24 يومًا، وبنسبة 60% على الأقل إذا طُبَّق الحظر لمدة 12 يومًا، و30% إن كان لستة أيام. لكن في نفس الوقت ستنخفض ايرادات الحكومة بنسبة 20%، والناتج المحلي بنسبة 4%؜، واحتياط البنك المركزي بنسبة 10%؜، والاستثمار الأجنبي بنسبة 40%، وبذلك قد يصل العجز في الموازنة القادمة إلى (3) مليار دينار، وهذا يشكل ثلث الموازنة.

أما الحظر الجزئي أو ما يسمى "بالحظر الذكي"، فهو حظر قطاعات محددة بتواقيت محددة وأيام محددة، مع تطبيق اجراءات صحية ثابتة. ويعتبر هذا الحظر حلّا وسطا بين الفتح الكامل والحظر الشامل. ولكن هذا الحظر جُرّب بأشكال مختلفة وأثبت في مراحل معينة قدرته على تخفيض نسب الاصابات وبالذات عندما كانت الاصابات في أماكن محددة جغرافياً ويمكن حصرها وتتبع الحالات فيها، ووصلت نسبة تقليله الاصابات إلى 40%.

واختتم البدور حديثه بالقول: "إن هذا الحظر غير مفيد الآن (الفترات الطويلة والحجر الجغرافي بالذات)، خاصة أننا وصلنا مرحلة الانتشار المجتمعي ولا نستيطع تتبع الحالات ولا نستطيع حصر منطقه بعينها لان الفيروس في كل مكان.