يارا: اخترعت أغنية الـ20 ثانية
تجتمع في الفنانة اللبنانية يارا ثلاثة أمور في آن معاً، فهي صاحبة صوت جميل وشخصية متميزة وحضور أنيق، وهو ما جعل منها نجمة أولى منذ انطلاقتها الفنية. يارا اليوم تنطلق مغردة بسربها منفردة، من دون الالتفات إلى السوق ومقولة (الجمهور عايز كده)، بل تنتقي أعمالها بهدوء وبلهجات عربية متعددة أتقنتها لتطلقها تباعاً. في حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف يارا عن أسرار إقامتها الدائمة في دولة الإمارات ومشاريعها الفنية وغير الفنية الجديدة واختراعاتها الغنائية.
• كيف وجدت الحياة في دولة الإمارات بعد عام من الإقامة في دبي؟
- لا أشعر بالغربة في الإمارات، فأنا معتادة عليها وأحبها وأشعر بأنها تشبهني وتشبه شخصيتي. وسابقاً عندما كان يقال لي إن هناك سفرة إلى الإمارات كنت أشعر بالسعادة، واليوم أنا سعيدة جداً لأنني انتقلت للعيش هنا بشكل نهائي، وفي ذات الوقت حزينة لأنني تركت بلدي لبنان بعد عام من الاستقرار في دبي بشكل نهائي أنا ومدير أعمالي طارق أبو جودة، وأنا أشعر بالراحة وأشعر بأني وسط أهلي والجميع يشعرونني بذلك.
• على الرغم من كونك بيتوتية، لكنك أيضاً معتادة على نمط حياة مختلف في لبنان، فكيف تقضين وقتك هنا؟
- أنا أتكيف مع الأجواء أينما كنت، وهذا البلد يشبهني كما قلت لك، وإذا دعت الضرورة للجلوس بالمنزل سأجلس بالمنزل لا مشكلة في ذلك، ليس بالضرورة عندي أن أخرج لمطعم أو مركز للتسوق، هنا توجد أماكن كثيرة جميلة أحب زيارتها، وفي لبنان كنت بذات الروتين، بيتوتية وكل ما أحتاجه موجود في المنزل، لهذا لم يتغير عليّ شيء هنا، ما دام الشخص مرتاحاً مع نفسه سيخلق الجو الذي يريده، والإمارات الله يديم الأمن والأمان والازدهار عليها، فهي من أفضل الدول على وجه الكرة الأرضية للحياة.
• بحكم إقامتك في الإمارات، هل ستزيدين جرعة الغناء الخليجي في أغنياتك؟
- الغناء عملي الذي أحبه ولا أمتهنه فقط وأيضاً ما أعيش منه. عادة أقدم الأغنيات التي تعجبني وأجد أنها تناسبني مهما كان لونها الغنائي. ولا أشعر نفسي مقصرة في أي لون من الألوان الغنائية، لست في حاجة إلى أن أكون في مكان معين لأعاود الانطلاق فنياً أو زيادة لون غنائي معين، فأنا موجودة في الغناء المصري واللبناني والخليجي، فأنا أينما كنت موجودة فنياً.
• هل استثمرت فترة الركود الفني العام، للقيام بتحضيرات وأفكار غنائية جديدة؟
- حالياً أحضر لألبومين واحد باللهجة الخليجية وألبوم عربي، كما في جعبتي عدة أغنيات (سنغل) أخطط لطرحها، وبصراحة قمت بتأجيل كل أعمالي بسبب انفجار مرفأ بيروت، فلم يكن لديّ مزاج لإصدار الأغنيات، فالناس لم يكونوا مرتاحين لا نفسياً ولا فكرياً لسماع الأغنيات. قريباً سأصدر (سنغل) لأغنية باللهجة العراقية وسأقوم بتصويرها، وستليها أغنية (سنغل) باللهجة اللبنانية.
• ما قصة الأغنيات القصيرة التي أصدرتها؟
- هي اختراع جديد، فعندما عرض عليّ مدير أعمالي الملحن طارق أبو جودة الفكرة، أعجبتني جداً وقررت تقديمها، وهي لا تتجاوز 20 ثانية، إنما بها غناء وتحمل رسالة مهمة، مثل: (يسعدلي هالصباح إن شاء الله تكون مرتاح)، وأثناء الحجر المنزلي بسبب «كوفيد 19» غنيت: (كلمة ياريت عمرها ما عملت بيت) بهدف تشجيع الناس على التباعد الاجتماعي وتوعية الفئة المستهترة منهم، بضرورة الوقاية والبقاء في البيوت.
إطلالة كاملة من Mrs Keepa
إطلالة كاملة من Mrs Keepa
• ما رأيك في توجه بعض المطربين مؤخراً لتغيير جلدهم الفني وتحدي أنفسهم، كما مع صابر الرباعي الذي قدم قصيدة فصحى كلاسيكية، وأصالة التي قدمت ألبوماً خليجياً من 20 أغنية، وحسين الجسمي الذي اختار الإيقاع السريع في أغنيته الأخيرة؟
- أنا دائماً مع التجديد الفني وأشجع الفكرة تماماً، عندما كنا في الحجر المنزلي قمت بإصدار أغنية خليجية على اليوتيوب، وتم سؤالي وقتها: لماذا في رأيك لا يغني الفنانون وأنت طرحت أغنية جديدة؟ وأجبت بأن على الفنانين أن يصدروا أعمالاً للناس المحبوسين في بيوتهم، ماذا سيعملون غير متابعة يوتيوب وما هو جديد وبرامج الأكل والطبخ؟. لذا أنا مع هذه التحديات، ولم يعد هناك مقياس للأوضاع، وعلينا أن نبقى نعمل، لأن هناك من يعاني نفسياً بسبب هذه الظروف.
• تظهرين في هذا الحوار بصور خاصة وجميلة، تعكس إطلالتك ورقيك باختيار الأزياء، أخبرينا عن إطلالتك ماذا تغير بها منذ بداياتك الفنية حتى اليوم؟
- منذ البدايات للآن، أصبحت أعرف نفسي أكثر وما الذي يليق بي، وأحب أن أتبع الموضة وأغير في بعض الأوقات، ولكن لا أملك الجرأة للتغيير الكلي. أحب أن يتماشى ذوقي مع شخصيتي، التغيير يجب أن يكون بسيطاً وأجرأ بقليل من قبل، كما يجب أن يكون راقياً، وهناك أذواق مختلفة، فممكن أن يعجب الناس أو لا. وليس بالضرورة أن يكونوا على حق في آرائهم. المهم أن أكون مرتاحة وراضية عن نفسي وما أقدمه بأعمالي قبل شكلي، لأن الشكل لا يكفي من دون النجاح، أحب التغيير في التصوير أكثر من الحفلات المباشرة مع الناس، حيث أجد نفسي أجرأ أكثر.
إعلانات ومجوهرات
• لاحظنا أن العين فجأة أصبحت عليك، وصرت وجهاً إعلانياً مطلوباً، فما الذي حدث؟
- منذ زمن طويل وأنا أقدم الإعلانات، لكن منذ عام تقريباً توقف كل شيء، وتوقفنا عن الأعمال مثل جميع الناس. بالنسبة للمعلنين ربما ناسبهم هذا الوقت لنشر إعلاناتهم، وأن أكون وجهاً إعلانياً لمنتجاتهم، وأنا سعيدة جداً ومتحمسة للأمر.
• هل تؤمنين بأن على الفنان أن يؤمّن عملاً آخر بجانب فنه؟
- بالتأكيد إذا أتيح له ذلك، فالفن لا يدوم، وهناك حياة يجب أن تستمر، خاصة في ظل هذه الأوضاع الصعبة جداً عند الجميع وليس فقط الفنان، وأي شخص يجب أن يكون له عمل جانبي.
• وهل لك عمل أو مصدر دخل آخر غير الفن؟
-حالياً لا، لا يوجد شيء سوى الإعلانات.
• إذا رغبت في إنشاء عمل إضافي ماذا سيكون؟
- عيني على فن المجوهرات وتصميمها.
• أخيراً.. كونك رياضية ومن المشجعين المتعصبين لفريق برشلونة، هل الهزة التي عاناها الفريق ستجعلك تغيرين ميولك الكروية؟
- الحمد لله أنك سألتني من بعد استقالة إدارة نادي برشلونة، لأن قبل الاستقالة كان ممكناً أن أغضب عليهم كثيراً. إجابتي الآن إني متحمسة ومندفعة لأرى ما سيحدث مستقبلاً، لكنني سأعتبر أنك لم تسألني، لأن برشلونة يبقى فريقاً أحبه وأتابعه.
زهرة الخليج