ماذا يفعل مريض السكري إذا أصيب بفيروس كورونا؟

يحتفل العالم في 14 نوفمبر/تشرين الثاني باليوم العالمي للسكري، الذي يأتي هذا العام وسط جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، فما أبرز الأمور التي على مرضى السكري القيام بها لتعزيز مناعتهم؟ وكيف يحمون أنفسهم من خطر كورونا؟ وماذا يفعل مريض السكري إذا أصيب بكورونا؟ الأجوبة وأكثر في هذا التقرير.

بدأ الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية تركيز الضوء على اليوم العالمي للسكري عام 1991؛ استجابة للتهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله مرض السكري، وذلك وفقا للجمعية القطرية للسكري.

وتطور الاهتمام منذ ذلك الحين، ليصبح أكبر حملة توعية بمرض السكري في العالم، ويوما رسميا للتوعية في الأمم المتحدة.

وموضوع اليوم العالمي للسكري 2020 هو "الممرض والسكري"، وتهدف الحملة إلى زيادة الوعي حول الدور الكبير الذي يلعبه الممرض في دعم المتعايشين مع السكري.

ووفقا لموقع الاتحاد الدولي للسكري (The International Diabetes Federation)، فإنه مع استمرار ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري في جميع أنحاء العالم يصبح دور الممرضات/الممرضين وغيرهم من موظفي الدعم الصحي مهما بشكل متزايد في إدارة تأثير هذه الحالة.

مرضى السكري وكورونا
ووفقا للمراكز الأميركية للتحكم في الأمراض والوقاية، يتعرض البالغون في أي عمر ممن يعانون من حالات طبية أساسية معينة لخطر متزايد للإصابة بمضاعفات خطيرة نتيجة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ويعرف المرض الشديد الناتج عن كوفيد-19 بأنه الاستشفاء أو الدخول إلى وحدة العناية المركزة أو التنبيب أو التهوية الميكانيكية.

ووفقا لهذه المراكز، فإن السكري من الأمراض التي تزيد خطر المضاعفات الخطيرة لكوفيد-19.

ويوضح الرسم الآتي 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا، ولمعرفة القائمة التفصيلية لأعراض عدوى كورونا اضغط على هذا الرابط.



ووفقا لبحث نشر في مجلة لانسيت الطبية ونقلته وكالة الأنباء الألمانية، فإن خطر الوفاة بفيروس كورونا يتضاعف مع مرضى السكري.

وقالت الدراسة إن "الأشخاص المصابين بداء السكري لديهم قابلية أكبر خلال حالات الطوارئ الصحية للتعرض بمعدل الضعف لخطر المرض الشديد أو الوفاة" بعد الإصابة بالفيروس.

 ووجد أطباء وعلماء من دول مثل أستراليا والصين وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة أن "الأفراد الذين يعانون من مرض السكري أو الأمراض المصاحبة أو كليهما" معرضون "بشكل خاص" للإصابة بكوفيد-19.

كيف يمكن تعزيز المناعة لدى المصابين بالسكري؟
وردا على سؤال: هل الأشخاص المصابون بالسكري أكثر عرضة لخطر فيروس كورونا؟ تقول مؤسسة حمد الطبية في قطر على موقعها الإلكتروني إن مرضى السكري -كغيرهم من المصابين بأمراض مزمنة- لديهم مناعة أقل من الأشخاص الأصحاء. عندما تكون نسبة السكر في الدم مرتفعة لا تعمل الخلايا المقاومة بشكل جيد على محاربة الهجوم المعدي للفيروسات؛ مما يسمح للعدوى بالانتقال بشكل سريع وخطير.

وتقدم مؤسسة حمد الطبية نصائح للأشخاص المصابين بمرض السكري لتعزيز جهاز المناعة لديهم:

الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الهدف العلاجي، كما هو موصى به من قبل متخصصي الرعاية الصحية المشرفين عليك (معدل السكر في الدم عند الصيام 80-130 ملغ/ديسليتر، وبعد الأكل أقل من 180 ملغ/ديسليتر). في حال ارتفاع متكرر في مستوى السكر فوق 180 قم بالاتصال بطبيبك لتعديل جرعة الأدوية.
عدم التعرض للجفاف وذلك بشرب الكثير من الماء.
اتباع نظام غذائي متوازن، يضم 3 وجبات بجانب الوجبات الخفيفة التي تحتوي على أغذية متنوعة (الكربوهيدرات والدهون والبروتين بالإضافة إلى الفواكه والخضروات)، كما هو موضح من قبل متخصصي الرعاية الصحية الخاصين بك.
تأكد من حصولك على جميع التطعيمات السنوية مثل الإنفلونزا، والمكورة الرئوية.
الحفاظ على وزن جسم صحي.
الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حتى ولو كنت في المنزل.
 تدابير وقائية
تضع مؤسسة حمد الطبية عددا من التدابير الوقائية التي على مرضى السكري اتخاذها، وهي:

اهتم بصحتك وبمستوى السكر.
تأكد من تناولك أدوية ضغط الدم والكوليسترول كما وصفها طبيبك.
اتبع تعليمات وزارة الصحة العامة المتعلقة بممارسة التباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل، وتجنب الحشود والحدائق، والامتناع عن لمس الآخرين أو الأسطح.
الاستخدام الدائم لقناع الوجه والقفازات الواقية عند زيارة المناطق العامة (مثل البقالة أو عند حضور موعد)، سواء في العمل أو حتى في المنزل عندما يكون هناك تجمع عائلي.
النظافة الشخصية مهمة للغاية لمرضى السكري في هذا الوقت من تفشي الفيروس. اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. إذا لم يتوفر الصابون والماء نظف يديك بمحلول كحولي بنسبة لا تقل عن (60%) أو بمعقم.
مرضى السكري أكثر عرضة للجفاف، ويمكن استخدام كريم اليدين الذي يصفه الطبيب في الليل لمنع الجفاف الناجم عن الاستخدام المستمر للمطهر.
ماذا يفعل المصاب بالسكري عند الإصابة بالفيروس؟
أولا- إذا ظهرت عليك أعراض مثل السعال أو العطس أو الحمى أو ضيق التنفس، الزم الحجر المنزلي وتجنب أي اتصال مع الآخرين، واتصل بالخط الساخن الوطني لكوفيد-19.

ثانيا- ممارسة "قواعد أيام المرض" للأشخاص المصابين بمرض السكري، وهي:

لا تتوقف عن أخذ أدوية السكري، وستحتاج إلى كمية أنسولين أكثر في حالة المرض، وتكلم مع فريق السكري المختص.
افحص السكر أكثر من المعتاد (على الأقل كل 4 ساعات).
اشرب المزيد من الماء لتجنب الجفاف.
تناول وجبات صغيرة متكررة.
لا تقم بأي حمية غذائية، ولكن تجنب زيادة الوزن.
احصل على قسط كاف من الراحة، وقم بتأجيل الرياضة.
إذا كنت تعيش بمفردك، احصل على الدعم من الأقرباء أو الأصدقاء.
إذا لاحظت أن قراءات السكر في الدم مرتفعة (أكثر من 300 ملغ/ديسيلتر بعد اختبارين متتاليين خلال فترة من ساعتين إلى 8 ساعات)، لا داعي للذعر فهذه استجابة طبيعية للجسم نتيجة العدوى، واتصل بالخط الساخن لمرض السكري.
غرغرة الفم بالماء الدافئ والملح.
مراقبة درجة الحرارة، وعند الحاجة استخدم الأسيتامينوفين (دواء مخفض للحرارة) والباراسيتامول (paracetamol) أو بانادول، بدلا من مضادات للالتهابات إيبوبروفين (ibuprofen) أو أدفيل (advil).
اتبع دائما توصيات فريق الرعاية الصحية المتخصصين.
 ما السكري؟
وداء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

والإنسولين هرمون ينظم مستوى السكر في الدم، ويعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جراء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، لا سيما الأعصاب والأوعية الدموية.

 

 ما آثار السكري على الصحة؟
يمكن أن يتسبب داء السكري مع مرور الوقت في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب، ويزداد خطر تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو 3 أضعاف.

يؤدي ضعف تدفق الدم واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى، وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف.

يعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى العمى، ويحدث نتيجة تراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل. وتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري.

يعد السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية للفشل الكلوي.

 كيفية الوقاية
تقول منظمة الصحة العالمية لقد ثبتت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من السكري من النوع الثاني، أو تأخير ظهوره. وللمساعدة على الوقاية من السكري من النوع الثاني ومضاعفاته، ينبغي أن يقوم الأشخاص بما يلي:

العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه.
ممارسة النشاط البدني- أي ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع. ويتطلب التحكم في الوزن ممارسة المزيد من النشاط البدني.
اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبعة.
تجنب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
المصدر : الجزيرة + وكالات