فوائد المنافسة بين الأخوة الأعداء.. 5 نصائح لفض النزاع بين الأطفال
"شتمني"، "لماذا تحبون أخي أكثر مني؟"، "أكره وجود أخي". في حالة كنت والد طفلين أو أكثر، فغالبا سمعت هذه العبارات أو ما يشبهها، بجانب الشجار معظم الوقت ومحاولات تميز الأطفال على بعضهم البعض لنيل اهتمام من حولهم، خاصة الوالدين.
عندما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع لطفلتين أثناء حفل عيد ميلاد إحداهما، حيث أسرعت الأخرى لتطفئ الشموع، وبدأ العراك بينهما، انهالت التعليقات المفاجئة من تصرف الطفلتين والغيرة بينهما، واتضح لاحقا أنهما شقيقتان.
فلماذا تتشكل علاقة الأخوة بهذا الشكل؟ وكيف يمكن للوالدين مساعدة أطفالهما ليكونوا أصدقاء أكثر منهم متنافسين؟
تنافس الأشقاء
يطلق على هذا الصراع بين الأخوة اسم "تنافس الأشقاء" (Sibling Rivalry)، وهو الصراع المستمر بين الأطفال الذين نشؤوا في العائلة نفسها، ويظهر بأشكال عدة، منها: العنف الجسدي أو اللفظي، والتنمر، والمشاحنات، والمنافسة المستمرة على اهتمام الوالدين، والتعبير عن مشاعر الحقد والحسد.
ويبدأ هذا التنافس عادة عندما يأتي طفل جديد للعائلة ويقل الاهتمام بالأخ الأكبر، فيصبح غيورا، ويتحول سلوكه إلى العدوانية بعض الشيء، ويتناقص ذلك عادة مع تقدم السن وتطور المهارات اللغوية والاجتماعية بشكل أفضل، ولكن قد يستمر لمرحلة البلوغ، فما السبب في ذلك؟
فارق السن
تصبح المنافسة أشد كلما قل فارق السن بين الأخوين، وفي بعض المراحل يكون هذا التنافس أسوأ من المراحل الأخرى، مثل أن يكون عمر الطفلين أقل من 4 سنوات، وعندما يكونان من الجنس نفسه تصبح المنافسة أكثر.
الغيرة
يشعر الأطفال بالغيرة عندما يقوم أحدهم بشيء فيحظى بمديح الوالدين، فيبدأ الآخر التهديد بأن يفسد ما صنعه أخوه، أو يتصرف بعدوانية معه، لشعوره بالغيرة من مديح والديه. وهناك تصرفات للوالدين قد تزيد ذلك، مثل:
مدح طفل دون الآخر
خلق منافسة بين الأطفال وتحريضهم ضد بعضهم البعض، أو تعيين ألقاب محددة للأطفال، مثل الأخ الأكبر هو فنان الأسرة، أو الصغيرة هي الأكثر ذكاء، والاهتمام الواضح برغبات واهتمامات طفل دون الآخر؛ كل ذلك يخلق الضغينة بين الأشقاء.
التميز
يشعر الأطفال برغبة في إظهار تميزهم معظم الوقت، ويمكن أن يدفعهم ذلك إلى المنافسة لإثبات تفوقهم على الآخرين، مثل: من يمكنه الجري أسرع، أو من سيأكل قدرا أكبر من الشطائر، وقد يبدو الأمر تافها، لكنه ذو أهمية كبيرة بالنسبة لهم.
نقص المهارات
يقوم الأطفال بتقليد تصرفات البالغين -خاصة الوالدين- بشكل تلقائي، فإذا كان الوالدان في صراعات ومشاحنات معظم الوقت، لا يدرك الطفل أن هناك طريقة أخرى للتعامل مع مشاعره، وكيفية حل النزاع مع الآخرين، ويعتقد أن الشجار هو الطريقة الوحيدة كما يرى طوال الوقت.
الإهمال
إذا كان أحد الأطفال يعاني من مرض مزمن، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو لديه أي شيء يستدعي الاهتمام أكثر من أشقائه، أو يحظى باهتمام أكبر لترتيبه في العائلة أو اختلاف جنسه؛ فإن ذلك يتسبب في شعور الآخرين بالغيرة والحقد تجاهه لما حظي به، وشعورهم بأنه السبب في أنهم لا يتلقون الاهتمام الكافي.
كيف تساعد أطفالك؟
ويعتبر الصراع بين الأشقاء أمرا شائعا جدا، وفي الواقع يساعد هذا التنافس الأطفال على تعلم المهارات الاجتماعية، وتطوير مهارات حل المشكلات، ولكن عندما تشتد الأمور يحتاج ذلك إلى تدخل الوالدين لتوجيه أطفالهم، ومنعهم من إيذاء بعضهم البعض، فكيف تساعد أطفالك؟
ضع حدا واضحا
لا يمكنك التدخل طوال الوقت، ولكن عندما يصل الأمر إلى العراك الجسدي فيجب الفصل بين الطفلين حتى يعم الهدوء، ووضع حدود للخلافات، مثل عدم استخدام السباب أو العنف الجسدي، وعدم الإضرار بممتلكات الآخر.
اترك لهم الخيار
يمكنك التدخل بصفة المستشار وليس القاضي، ويعني ذلك أن يعطي الوالدان اختيارات لحل الأزمة، وترْك الأطفال لاختيار ما يناسبهم، مع توضيح العواقب إذا استمر الخلاف. على سبيل المثال، عند النزاع على لعبة ما، يمكن إعطاؤهم خيار: إما أن يتشاركوا فيها، أو أنه لن يحظى أحد بها، ويترك الاختيار لهم.
تجنب التدخل قدر الإمكان
يحتاج الأطفال إلى تعلم مهارات التفاوض وحل النزاعات بأنفسهم، وكيفية التعامل وقت الخلاف، ولا تأتي هذه المهارات دائما بمفردها، حيث يحتاج الأطفال إلى هذه الخبرات مع إخوانهم، مع التوجيه من والديهم حتى تنمو هذه المهارات.
مدح تعاونهم
عندما يتشارك الأطفال الألعاب بشكل جيد، أو يتوصلون إلى اتفاق من دون قتال، يمكن حينها إظهار الإعجاب والمديح لحسن تصرفهم، ويمكنك مكافأتهم على ذلك، مثل السماح بوقت إضافي لمشاهدة التلفاز سويا.
المساحة الخاصة
كما ينصح بترك بعض الوقت والمساحة الخاصة لكل طفل ليكون بمفرده لتقليل المشاحنات، في حالة كان الأطفال يتشاركون الغرفة نفسها ويتواجدون سويا معظم الوقت.