السلطة الفلسطينية وادمان المفاوضات
عادت السلطة الى الخيار الذي لم تغادره اصلا.خيار المفاوضات الوهمية مع الحكومة الإسرائيلية.وهي مجرد محادثات وثرثرة لا صلة لها بمعنى المفاوضات، ففي حين يواصل الطرف الفلسطيني تقديم التنازلات على حساب شعبه ليس لدى الطرف الإسرائيلي ما يتنازل عنه. وبالعكس هو يحقق مكاسب ملموسة وعلى الارض مباشرة .
يأتي اعلان السلطة العودة للتنسيق مع إسرائيل مترافقا ومتزامنا مع اعلان إسرائيل عن مشاريع استيطانية جديدة.
والادعاء بأن إسرائيل تعهدت بالالتزام بالاتفاقيات المعقودة مع السلطة لا قيمة عملية له. اسرائيل لم تعلن اي التزام. وتستطيع ان تمارس خبرتها المجربة للتفاوض لقرن مقبل دون اي تنازل. مع تحقيق مكاسب دعائية بايهام العالم انها تفاوض للوصول لحل وسط. وبما يزيح عنها الصغوط الدبلوماسية الشكلية. ثم عن اي اتفاقات تتحدث السلطة. هل هناك اتفاقية تعطي الشعب الفلسطيني حدا أدنى من حقوقه.
ادعاء السلطة جاء محاولة لحفظ ماء الوجه وهو تبرير سطحي لا يخدع سوى صاحبه.
السلطة التي اعلنت عن فعاليات للمقاومة الشعبية. وعن توجه لمصالحة وطنية، تنصلت من كل هذا. وسارت على درب انظمة عربية اتهمتها بالخيانة. والواقع انها باعلانها اليوم انما تزكي ما اعتبرته خيانة من انظمة عربية شقيقة. واتوقع أن تلجأ قريبا لهذه الانظمة كوسطاء جدد مع العدو الإسرائيلي كحال الوسيط المصري والاردني الذي تلجأ اليه عادة .
السلطة الفلسطينية لها مراهنات عبثية تغذيها امال رحيل ترامب. وكأن الرئيس الجديد السيد بايدن ليس من اخلص المخلصين لإسرائيل. ان ما فشل في تحقيقه اوباما لن ينجح فيه بايدن الغارق سلفا في أزمة بلاده المنقسمة على نفسها عل نحو لا سابق له في تاريخها .
السلطة لها خيار عبثي يائس ولن تنجح حتى بقبول اسرائيل تطبيق صفقة القرن بكل ما تجسده من ديمومة الاحتلال والاذلال. ما يحدث اليوم هو ما حدث بالأمس خداع للذات.. افلاس استراتيجي بما يماثل هزيمة تاريخية.