امريكا وفوضى الانتخابات
لقد أثارت تغريدات الرئيس الأمريكي ترمب العديد من التساؤلات، حول ماهية الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومدى مصداقيتها وشفافيتها بالنسبة للأمريكيين المحافظين وغيرهم في جميع أرجاء الولايات المتحدة، فهل سيتم إعادة النظر في فرز البطاقات الانتخابية في ولايات كميتشغن وويست كونسن واريزونا وبنسلفانيا وجورجيا، بالرغم من حسمها في ميتشغن وبنسلفانيا إلا أن موجة الانتقادات من قبل بعض أعضاء الحزب الجمهوري المقربين من ترمب، والذين يوجهون سهامهم إلى الحزب الديموقراطي في التسرع والإعلان عن فوز بايدن.
لا ينفك ترمب يعلن فوزه بالانتخابات، ودحضه للأرقام التي تم الإعلان عنها والتي تشير إلى فوز بايدن في عدد من الولايات، والتي هي ولايات جمهورية بالأساس، فالتاكيد على النتائج التي انبثقت عن لجان الانتخابات في تلك الولايات، لم تقنع ترمب وآخرون بفوز بايدن، فالحجة التي يسوقها الجمهوريون هي انتخابات سابقة حدثت عام 2000، عندما اعترض آل غور على نتائج الانتخابات أمام القضاء، للبث في نتيجة فوز بوش وحصوله على اصوات المجمع الانتخابي، إلا أن القضاء فصل في قضية ال غور وحكم لصالح بوش، لذلك يقيس ترمب والمؤيدون له من الجمهوريين الذين يقفون مع وجهة نظره، بحدوث حالات غش وتزوير في البطاقات الانتخابية، وان آلاف البطاقات قد سرقت منه وجيرت لصالح بايدن. لا نعتقد في هذا المقام أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا تشوبها شائبه، فالولايات المتحدة والتي تقلب نتائج صناديق الاقتراع في العديد من الدول وتطيح بأنظمة لا تروق لها أيا كانت تلك الوسيلة، فهل ستكون بمناى عن القيام بهكذا أفعال في بلادهم؟! ام حلال على امريكا أن يكون لها وحدها النزاهة والشفافية في الانتخابات وحرام على الآخرين؟!
تغوص أمريكا في معمعة الفائز من عدمه، بين الرئيس القادم لأمريكا لآخر يدعي أنه الرئيس الشرعي المقبل، فهل سيبقى الوضع يراوح مكانه بالتزامن مع تلويح فريق محامي ترمب بأنه سيتم قلب النتائج لصالح ترمب في الأسابيع القادمة؟! وهل سيحشد ترمب أنصاره ويدفعهم للمطالبة باسترداد الأصوات المسروقة؟! وهل خطوة ترمب لسحب مزيدا من القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق مؤشرا على نيته رفع رصيده من المناصرين له، وليضع بايدن فيما لو أصبح رئيساً في الزاوية ويجبره على المضي على ذات الطريق الذي رسمه ترمب؟! ام سيدفع بايدن لإرسال قوات إضافية ليظهر بمظهر الذي لا يريد إعادة الجنود الأمريكيين إلى أسرهم ففي الحالتين ترمب سيكسب الجولة، لانه سيكون هناك مقارنة بين كلا الموقفين.