عنصر أساسي للوقاية من كورونا.. كيف تقدمين تغذية سليمة وصحية لطفلك؟

على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لدى لأطفال والمراهقين مقارنة بالفئات الأخرى، فإن الخطر لم يعد بعيدا عنهم خاصة بعد تسجيل حالات وفاة للأطفال حول العالم بالفيروس.

وتعد التغذية السليمة إحدى مقومات الصحة والوقاية من العدوى خاصة مع بداية الدراسة في فصل الشتاء، فإلى جانب أهمية النظام الغذائي الصحي لتطور جسم الطفل ونموه، بإمكان التغذية السليمة أن تسهم بشكل ملحوظ في وقاية الجسم من التقاط الفيروسات وإعانته على تجاوز فصل الشتاء بسلام.

مسؤولية الأم

تحاول كثير من الأمهات معرفة كيفية وقاية أبنائهن من الإنفلونزا أو نزلات البرد أو حالات الحمى المختلفة، وتسعى إلى تحصينهم بتقديم التغذية السليمة لمواجهة فيروس كورونا، لكن قد تحتار الأمهات بشأن الأطعمة المناسبة لكل عمر سواء كان الابن طفلا أم مراهقا.

توضح الأم كارولينا دنا أنها تهتم كثيرا بوجبة الفطور لابنها فتحاول تقديم طبق من حبوب الإفطار أو الشوفان مع الحليب بالإضافة إلى بيضة مسلوقة، لأنه من الضروري تناول الأطفال وجبة الإفطار، وتؤكد أنه يجب مراعاة التنوع في هذه الوجبة وأيضا في باقي الوجبات حتى لا يصاب الطفل بالملل من تكرار أنواع الطعام، فوجبة الإفطار هي بداية الطريق الصحيح للنظام الغذائي الأمثل خاصة في مرحلة الطفولة.

وتركز دنا على حساء الدجاج مع عصير الليمون لاحتوائه على حمض السيستين أحد الأحماض الأمينية التي تحسن من مناعة الجسم والتهاب الشعب الهوائية، ولا تنسى إطعامه الفواكه التي تحتوي على فيتامين "سي" (C) مثل البرتقال والكيوي والجوافة.

لكن دنا تعتبر أن اتخاذ قرار بشأن ما ستقدمه من وجبة رئيسة أصبح تحديا يوميا، لأنه أساسي في حماية نمو وتطور الطفل وضروري للوقاية من فيروس كورونا مع الأطعمة الصحية، وباختصار فإن التغذية السليمة والصحية للطفل هي مسؤولية الأم.

دعم الأطفال نفسيا

وتقول طبيبة الأطفال إيرينا العفي إن تعزيز المناعة يبدأ بنوع الغذاء الذي يحصل عليه الطفل أو المراهق، لذلك يجب الحرص على أن يتناول الأطفال الكثير من الخضراوات والفواكه الطازجة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، والفيتامينات، والمعادن وتعزز نشاط جهاز المناعة بشكل عام.

ففواكه الشتاء، كالبرتقال والجوافة والرمان والكيوي، غنية بفيتامين سي المعروف بتقويته الجهاز المناعي، ويمكن أيضا تقوية مناعة الأطفال بعسل النحل الذي يحتوي على مضادات للبكتيريا، فهو مضاد حيوي طبيعي، كما أنه يحتوي على مضادات للأكسدة، مما يجعله من أفضل الأطعمة لتقوية مناعة الطفل وتحسين حركة الأمعاء والتخلص من الأمراض.

ووفقا للعفي، فإن الحالة النفسية للأطفال تمثل عاملا مهما للمناعة، فالاضطراب النفسي والتوتر يؤديان إلى خفض المناعة، لذا يجب دعم الأطفال نفسيا والاستماع إليهم ورفع معنوياتهم.

اعلان
 

درع واق

تقول اختصاصية التغذية حنان عنيسي إن سوء التغذية الذي يعانيه قطاع كبير من الأطفال أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بأي عدوى، لذلك فإن التغذية السليمة للطفل تعد درعا واقيا له من كورونا وغيره من أنواع العدوى المختلفة التي تنتشر في فصل الشتاء.

وأوضحت عنيسي أن كل وجبة يجب أن تضمن حصول الطفل على جميع العناصر والمغذيات الضرورية لبناء الجسم وتقوية الجهاز المناعي كذلك، وحددت تلك الوجبات فيما يأتي:

وجبة الفطور

تعد أهم وجبة في اليوم ويجب أن يحصل فيها الطفل على العناصر التالية:
– لبن.
– بيض أو جبن أو فول أو جبنة أو لبنة أو زعتر مع إضافة الخضار.
– ثمرة فاكهة أو خضار.
– خبز.
– كعكةمع كوب حليب.
– مياه.

يمكن أن يتناول الطفل وجبة خفيفة بين وجبتي الغداء والعشاء (بيكسلز)

وجبة الغداء

تعد وجبة الغداء الوجبة الأساسية التي يحصل عليها الطفل عقب رجوعه من المدرسة، إذ يشعر بالجوع بعد ساعات طويلة يقضيها خارج المنزل ويبذل فيها الكثير من المجهود البدني والعقلي، ويجب أن تحتوي على البروتين، والكربوهيدرات، والدهون الصحية. ومن خيارات الغذاء المتعددة يمكن إعداد وجبة غداء صحية تشمل العناصر السابقة، مع التركيز على السمك والعدس وكل أنواع الحبوب بالإضافة إلى الاهتمام بشرب الماء.

الوجبة الخفيفة

يمكن أن يتناول الطفل الوجبة الخفيفة بين الغداء والعشاء، ويجب أن تحتوي على مصدر للسكريات تمد الجسم بالطاقة وتشبع رغبة الطفل في تناول الحلوى، ويفضل أن تحتوي على فواكه، أو حلوى منزلية الصنع بالاعتماد على المكونات الصحية والابتعاد عن العناصر التي تتسبب في السمنة وتعرض للإصابة بالسكري كذلك، مثل السكر والدقيق الأبيض.

وجبة العشاء

يفضل أن تكون وجبة العشاء قبل الإخلاد إلى النوم بساعتين على الأقل، لتجنب الإصابة بعسر الهضم الذي يعانيه كثير من الأطفال، ويفضل أن تحتوي الوجبة على عدد من أي من العناصر التالية:

– حليب أو لبن أو أرز بحليب أو مهلبية.
– ثمرة فاكهة.
– حفنة مكسرات.
– جبن أو بيض أو فول أو أي مصدر للبروتين أو أي نوع من الحبوب الكاملة.

وتدعو عنيسي كل الأمهات لتوعية أفراد أسرهن بأهمية التغذية السليمة للوقاية من الأمراض، وأن يتحملن المسؤولية الكاملة في تغذية أطفالهن لمواجهة الفيروس، فمن المهم اتباع نظام غذائي متوازن مع الطفل في سن مبكرة حتى يصبح عادة لديه.

المصدر:الجزيرة