التلكؤ في تطوير منظومة النقل والتباطؤ في جذب الاستثمارات المهمة للقطاع!
قطاع النقل يعدّ حجراً اساسياً رئيسيا في تطوير الانشطة الاقتصادية المختلفة .. ومكوناً مهماً في البنية الاساسية الاقتصادية .. وركيزة مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من حيث تأثيره على قطاعات اقتصادية مهمة كالصناعة والسياحة والتجارة.. فهو يُشكل 12% من اجمالي الناتج المحلي للدولة.
ولكن على ما يبدو فإن قطاع النقل مغيب عن الاذهان .. وبعيد كل البعد عن الاهتمام دون ادراك لأهميته وحجم تداخلاته مع القطاعات الاخرى ..... فالفوضى التي يعاني منها القطاع ما هي إلا نتيجة حتمية لعدم اهتمام معظم الحكومات بمنظومة النقل رغم قيام بعض من وزراء النقل السابقين باعداد خطط ومشاريع استراتيجية كبرى، وكان العائق هو عدم وجود ارادة سياسية، وازمة التمويل لتلك الخطط والمشاريع.
الاردن بحاجة الى اخراج تلك المشاريع من الادراج والارفف لوضع خطة نقل شاملة تخدم المواطنين اينما كانوا .... فقطاع النقل هو قطاع استراتيجي وحيوي وله دور فعال في دفع عجلة الاقتصاد.. ويلعب ايضاً دوراً ومحركاً حاسماً في تعزيز النمو الاقتصادي، فالبنية التحتية للنقل تخلق فرص عمل وتُتيح توفير السلع وتُسهل على الاقتصاد بأن يكون أكثر تنافسية.
التحديات لا تواجه بالإشارة إليها فقط .. وعلينا ان نبدأ فعلياً في رصد موازنات كبيرة لتطوير قطاع النقل بالاردن بشكل كبير ..... فالنقل العام يأتي في صميم التحديات التنموية وضمن حالات من المد والجز.. فالبنك الدولي اعتبر في تقرير سابق له أن ملف النقل العام في الاردن يُشكلُ خيبة أمل ! وحذر من ان هناك مليون ونصف سيارة ستحتل الشوارع في الاردن في عام 2025، وشدد على ان يصبح قطاع النقل احدى الاولويات العضمى للحكومة، وان تضمن الحكومة كفاية التمويل للبنية التحتية، فصناعة النقل هي الدعامة الرئيسية التي ترتكزُ عليها البرامج التنموية للدولة، وتقدم الدول يُمكنُ قياسه بتقدم وسائل ونظم النقل فيها، والتي من الممكن ان تحدث تغيرات اجتماعية وان تؤثر تأثيراً مباشرا في عملية التمنية بشكل عام.
على سبيل المثال فإن قطاع السكك الحديدية من أهم وسائل النقل والتنقل التي تتنافس عليها دول العالم لما تمتلكه هذه الوسائل من مميزات كثيرة، اقتصادية وآمنة تخص سلامة الركاب والبضائع، فالنقل عبر القطارات أكثر كفاءة من النقل عبر الشاحنات من حيث كلفة الوقود المستخدم، فلكل طن من بضائع في القطار 10-20% من كلفته مقارنة بنقله بالشاحنات، والكلف الاقتصادية للنقل عبر الشاحنات مثل التلوث وصيانة الطرق الرئيسية مثل الطريق الصحراوي تُشكل أضعاف عبء النقل عبر القطار ! ناهيك عن الخسائر البشرية في الارواح نتيجة حوادث السير.
بامكاننا استغلال فائض القدرة التوليدية للكهرباء من المصادر المتجددة حسب قول وزيرة الطاقة هاله زواتي قبل اشهر قليلة ... وأن نقوم بتشغيل معظم وسائل النقل سواء كانت قطارات أو مترو سطحي ... او الحافلات ذات التردد السريع على الشبكة الكهربائية.
قطاع النقل مثله مثل باقي القطاعات الحيوية الاخرى من حيث مواجهة التحديات، فالتحدي الاكبر هو التمويل وخوف المستثمرين من الاستثمار فيه لعدم وجود دعم مستدام وحوافز.. فلا بد من أن ننهض بالقطاع نظرا لأهميته الاستراتيجية والاقتصادية والتنموية.