سبقه إليها نجله إريك.. هل يتخلى ترامب عن تويتر لصالح "بارلر"؟
شهدت إحدى منصات التواصل الاجتماعي التي تعتبر نفسها بديلاً لمواقع مثل تويتر (Twitter) وفيسبوك (Facebook)، زيادة في الاستخدام خلال الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وشهدت بارلر (Parler) -التي تطلق على نفسها اسم "شبكة التواصل الاجتماعي الحرة" والتي قال منشئها إن المحتوى على الموقع الشبيه بتويتر لن يتم التحقق منه- مليوني عملية تنزيل على أجهزة آبل وأندرويد بين 3 و9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفق وكالة أسوشيتد برس، التي تستشهد بالبيانات التي تم تتبعها بواسطة "سينسور تور" (Sensor Tower). وهو رقم أكبر بـ31 مرة من التنزيلات التي شهدها تنزيل التطبيق في الأسبوع السابق.
منصة بارلر، التي تم إطلاقها في عام 2018، تملك حاليا حوالي 10 ملايين مستخدم، مع تضاعف قاعدتها تقريبًا منذ الانتخابات، حيث واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر مزاعم بشأن التزوير على نطاق واسع ومخالفات في التصويت مدعيا الفوز، وصنفت تويتر وفيسبوك هذه المنشورات على الفور على أنها مضللة.
ومقارنة بعملاقي الوسائط الاجتماعية لا يزال عدد مستخدمي بارلر ضئيلا مقارنة بأكثر من 150 مليون مستخدم على تويتر وأكثر من 2.6 مليار مستخدم لفيسبوك.
في الأسبوع الماضي، حث كبير النقاد المحافظ شون هانيتي المشاهدين على التحول إلى منصة بارلر، حيث لا تزال المحادثة تهيمن عليها مزاعم ترامب بالاحتيال والاعتقاد بأن الانتخابات قد سرقها الديمقراطيون.
وقال هانيتي في برنامج لورا إنغراهام على فوكس نيوز، "هل يمكننا الآن نقل الجميع من تويتر إلى بارلر؟ هل يمكننا فقط، إجراء التغيير معا، مثل، وداعًا لتويتر، أراك لاحقا يا جاك، محاولة لطيفة؟"، في إشارة إلى جاك دورسي الرئيس التنفيذي لتويتر.
وكشفت ريبيكا ميرسر، وهي مانحة محافظة بارزة، أنها من بين الداعمين الماليين للمنصة.
وكتبت في منشور على الموقع، "إن الاستبداد والغطرسة المتزايدين باستمرار لأباطرة التكنولوجيا لدينا تتطلب أن يقود شخص ما المعركة ضد التنقيب عن البيانات، وحماية حرية التعبير على الإنترنت"، وأضافت "هذا الشخص هو بارلر، منارة لجميع الذين يقدرون حريتهم وحرية التعبير والخصوصية الشخصية".
ما هو بارلر؟
نمت شبكة بارلر بشكل مطرد منذ إطلاقها، وبهدف التواصل مع مؤيدي ترامب والمحافظين الذين رأوا أن المنصات الرئيسية الأخرى تخنق حرية التعبير ولديها تحيز ليبرالي. وتم تصميم تطبيق بارلر مثل تويتر، ويسمح للمستخدمين بنشر رسائل قصيرة، تُعرف باسم بارلي "parley"، إلى المتابعين أو إيكو "echo" (إعادة نشر) مشاركات المستخدمين الآخرين.
على عكس تويتر وفيسبوك، لا يستخدم الموقع خوارزميات للتوصية بالمحتوى ولا "ينظم خلاصتك"، وفقًا لإرشادات المجتمع.
وقال مؤسسها جون ماتزي لمجلة فوربس في يونيو/حزيران، "لن يكون هناك مدققون للحقائق" على المنصة.
وأضاف "لن يتم إخبارك بما تفكر فيه وماذا ستقول"، وتابع "لن يعتقلك ضابط شرطة إذا قلت الرأي الخاطئ.. أعتقد أن هذا كل ما يريده الناس. فعل ما يحلو لهم".
وقالت شركة بارلر -في إرشادات استخدام الموقع- إنها "تستخدم حق إزالة أعضاء المجتمع أو المحتوى المقدم من الأعضاء في الحد الأدنى. ونحن نفضل ترك القرارات بشأن ذلك لكل فرد".
وتضيف الإرشادات "لن تقرر بارلر بأي حال من الأحوال المحتوى الذي ستتم إزالته أو تصفيته، أو الحساب الذي ستتم إزالته، على أساس الرأي المعبر عنه داخل المحتوى المعنِيّ".
ومع ذلك، سيقوم الموقع بإزالة المحتوى غير القانوني أو المحتوى الذي يشتبه في استخدامه بارتكاب جريمة. ويتضمن ذلك المحتوى "الإرهابي" والدعوات إلى التحريض على العنف والمواد الإباحية للأطفال والبريد العشوائي.
وشهدت المنصة أول ظهور لها في عدد المستخدمين في يونيو/حزيران، عندما كان ترامب يغازل علنا بترك تويتر وفيسبوك لبارلر، وحتى الآن، لم ينضم الرئيس إلى الموقع.
ومن المستخدمين أيضا إريك نجل ترامب ومستشار الحملة جيسون ميلر، كما ينشط السياسيون الجمهوريون -بمن فيهم السيناتور تيد كروز وراند بول والممثل الأميركي ديفين نونيس- على المنصة.
المجموعات والأفراد الذين واجهوا حظرا من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل المضيف الإذاعي أليكس جونز ومجموعات مختلفة تابعة لليمين المتطرف مثل برود بويز (Proud Boys)، انتقلوا أيضا إلى بارلر.
المصدر : الجزيرة