الاستعصاء العربي يراوح بين ثلاثة مفاعيل

المهدي المنجرة.. عالم اجتماع مغربي يعد من أهم المفكرين العالميين وله من المؤلفات ما تزخر به أهم المكتبات العالمية. من أشهر كتبه: الفكر التنويري، والحرب الحضارية الأولى، وعولمة العولمة، والإهانة.

في كتابه الحرب الحضارية الأولى سبق صموئيل همنغتون صاحب كتاب صدام الحضارات، لا بل اقتبس صموئيل من كتاب المهدي عدة اقتباسات، ومع كل ذلك هلل العالم لكتاب صدام الحضارات وتناسى، بل لم يطلع على الحرب الحضارية الأولى.. أنصح بقراءة كتب هذا المفكر العربي العميق.

جاء في كتابه الإهانة، والذي أنصح بقراءته لكل مثقف وباحث ومفكر،أن العالم العربي تلقى إهانتين: الأولى من المستعمر الأجنبي، والثانية ممن تولوا زمام الأمر فيه، والذين نفذوا متطلبات الإهانة الأولى بأكثر مما جاء فيها. ويستطرد قائلا إن "المشكلة الأكثر مرارة اننا تعايشنا مع هذه الإهانات حتى بتنا نتقبلها كمسلمات أو قدرا لا سمح الله قد وقع علينا".
وفي معرض رؤيته لمستقبل الأمة العربية يقول المهدي إن العالم العربي يراوح ما بين ثلاثة مفاعيل هي:

1- الاستقرار والاستمرار:

وهذا ما تسعى اليه أنظمة الحكم وتستميت من أجله ولكنه أصبح يتآكل بفعل عوامل التطور والتعرية للفساد والاستبداد، ونزعة التحرر العالمية، ما أضطر الأنظمة إلى الارتماء في أحضان المستعمر الأجنبي علنا وعلى المكشوف.

2- الإصلاح:

وفي هذا الملف تماطل الجهات المسئولة في إعطاء أي إصلاح حقيقي، لا بل ومن خلال السلطة والمال تقوم بقوننة كل ما من شأنه أن يقوض وظائفها والتزاماتها تجاه مرجعياتها، وبذلك فإن مشروع الإصلاح أصبح كلام حق يراد به باطل، لا بل يصب في اتجاه العامل الأول.

3- التغيير الجذري:
لقد تنبأ المهدي بأحداث عالمية وقعت كلها تماما، وما تبقى منها الا ما يخص نهاية امريكا. يعتقد المهدي ان الربيع العربي جاء كضرورة تاريخية حتمية نتيجة لتراكمات من القهر والظلم والفساد والاستبداد والفقر والجهل، وعليه فإنه لايمكن أن يكون التغيير الجذري مقدّما على طبق من فضة، محفوفا بالورود والرياحين.

 
رحمة الله على المفكر العربي المهدي المنجرة.