للرّيادة عنوان... جامعة الشرق الأوسط أنموذجًا
أُتيحت لي منتصف الشهر الماضي فرصة التّحدث في عُجالة عن تجربة رعاية الابتكار وريادة الأعمال في جامعة الشرق الأوسط، عبر أثير إذاعة مجمع اللغة العربيّة خلال برنامج (أثير الصّباح) الذي يقدّمه الإعلامي سمير المصاروة، ولأنّ الحديث في دقائق معدودات عن جامعتي الرياديّة الرائدة لم يوفّها حقّها؛ فقد عاهدتُ نفسي أن أكتبَ عنها أكثر، ونحن نعيش أجواء أسبوع الرّيادة العالميّ 2020، سيّما وأنّني شهدتُ خلال سنوات عملي في الجامعة تطوّرها، وريادتها، وعلوّ شأنها، ورفعة سمعتها الأكاديميّة في مجالات عديدة ومتنوعة.
ولمّا حاولتُ استقصاء المجالات التي كانت جامعة الشرق الأوسط فيها صاحبة السّبق والريادة وجدتها كثيرة، متنوعة، ممتدّة، متفرعة، بدأتْ باختيارها تخصّصات علميّة فريدة، وسعيها لتحديثها باستمرار بما يلبّي احتياجات سوق العمل، وتعيينها أعضاء هيئة تدريسيّة أكْفاء، يضيفون لتلك التخصّصات فرادة وتميّزًا، وامتدّت إلى تشجيعها على بحوث علميّة ورسائل جامعية تراعي أولويّات البحث العلمي، وصولاً إلى شراكات أكاديميّة عالميّة مع جامعات عريقة، أفضت إلى برامج مستضافة ومشتركة متميّزة، وإلى تصنيفات واعتمادات وطنيّة ودوليّة في أعلى المستويات، وما بين هذا وذاك ألفيتُ ريادة على مستوى خدمة المجتمع بصور وأشكال يصعب حصرها، في إطار مبادرات مجتمعيّة متنوّعة شملت مجتمع الجامعة، والمجتمع المحليّ، بمشاركة فاعلة فكرًا وأداء من الطلبة ومن أعضاء الهيئة التدريسيّة.
ومن قبلُ ومن بعدُ، لمستُ عن قرب رعاية لمصالح وطنيّة وقوميّة مشتركة، ضمن مبادرات إبداعيّة خلّاقة؛ أضاءت فيما أضاءت: مجلس حوكمة الجامعات العربية، ومؤتمرات محليّة، وعربية، ودوليّة، ناقشت موضوعات مهمّة في مجالات متعدّدة، وخرجت بتوصيات بنّاءة، بالإضافة إلى اتفاقيّات، ومذكرات تفاهم، ورعايات، ومحاضرات، وندوات، وورش عمل، ومشاركة في مناسبات وطنيّة وقوميّة، سياسيّة، ودينيّة، واجتماعيّة، في إطار عمل تفاعليّ مشترك مع جهات عديدة مؤازِرة، تشدّ على أيدي منتسبي هذه الجامعة الرياديّة، وتدعم جهودهم في المجالات كافّة. ولعلّي أضيف ما يتعلّق برعاية التجارب الإبداعية الطلابية في مجالات الأدب، والعلوم، والرياضة، والفنون المختلفة، وقد نلْتُ شخصيًّا شرف متابعة طلبة مبدعين أدبيًّا حققوا فوزًا كبيرًا ومستحقًّا في مسابقات مختلفة.
وكنتُ خلال اللقاء الذي أشرتُ إليه أعلاه قد أكدتُ أنّ جامعة الشرق الأوسط الجادّة الملتزمة الساعية للتعلّم، حرصت على تهيئة بيئة تعليميّة وبحثيّة إبداعيّة رائدة، ظلّت تسعى من خلالها لإعداد القادة؛ الأمر الذي دفعها إلى إنشاء (مركز الابتكار وريادة الأعمال)؛ بهدف نشر ثقافة الابتكار والأعمال الرياديّة، وتنمية القدرات الإبداعيّة لدى الطلبة، وتمكينهم من تأسيس شركات ناشئة بنجاح، وإنشاء حاضنات أعمال للمشاريع الرياديّة، بالشراكة مع مؤسسات داعمة على المستويين المحليّ والدوليّ.
واستعرضتُ خلال اللقاء كذلك التجارب الحقيقيّة للمركز وللجامعة في دعم الابتكار وريادة الأعمال، متمثّلة في برامج وفعاليات عديدة، منها: برنامج 100 يوم مسرّعة أعمال، ومشروع (رياديو الأردن 2020)، واتفاقية فريدة مع دائرة الجمارك الأردنية لإجراء أبحاث وتطوير حلول تقنية وريادية لمواجهة التحديات التي تعترض عملها، وأشَرْت كذلك إلى عقد المركز محاضرات عديدة حول تحويل المشاريع الريادية والابتكارات الناشئة إلى مشاريع قابلة للحياة، ترى النور وتثمر عائدًا ملموسًا على أصحابها، وركزتُ كذلك على دعوة المركز لتضمين المناهج الدراسية في المدارس والجامعات دروسًا في الابتكار وريادة الأعمال؛ مؤكدة حرص القائمين عليه، وحرص إدارة الجامعة العليا على الأخذ بيد المبتكرين من طلبة الجامعات كافة، ومن أفراد المجتمع المحليّ، وتشبيكهم مع الرياديّين الأكفاء الذين سيضيئون لهم الطريق؛ إيمانًا منها بدورها المجتمعيّ، وإسهامًا منها في إيجاد حلول للمشكلات الاقتصاديّة والمجتمعيّة بعامة، ولتلك المترتبة منها على أزمة فيروس كورونا المستجدّ بخاصّة.
ومن بعدُ، فقد استطاعت جامعة الشرق الأوسط أن تكون رائدة كذلك في منحها منتسبيها ومن يتواصلون معها فرص العمل والريادة في إطار بنية تحتيّة متميّزة، يشهد القاصي والداني بريادتها وبخصوصيّتها، ويقود العمل في ربوعها الغنّاء طاقم إداريّ ألِقٌ متميّز، مشهود له بالكفاءة والاقتدار، ومن يُنعم النظر في المشاهد الجميلة التي ترتسم للجامعة، أو يتابع الأخبار المبثوثة عنها في موقعها الإلكترونيّ، وعلى صفحتها في الفيسبوك، وفي المواقع الإخبارية الإلكترونيّة، وفي وسائل الإعلام المرئيّ والسمعيّ؛ يستطيع أن يقرّ بكلّ ثقة أن إسدال الستارة اليوم على أسبوع الرّيادة العالميّ 2020، يعني بداية صفحة جديدة للريادة في جامعة جعلت الريادة عنوانًا لها، وما ارتضت غير التميّز مسعًى ومطلبًا.