كيف فتحت أزمة كورونا الطريق أمام جيل جديد من رواد الأعمال؟
تُظهر أبحاث أجرتها كلية لندن للاقتصاد أن الشباب كانوا أكثر عرضة لفقدان وظائفهم خلال الوباء بمرتين أعلى من غيرهم، لكن الأزمة قد تمنحهم فرصة للتطور وتحقيق النجاح، لذلك، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة ودعم الجيل الجديد من الرواد على اكتساب المهارات الضرورية لإطلاق مشاريعهم الخاصة.
في تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، يقول الكاتب ثيو بافيتيس إن تأثير أزمة كوفيدـ19 على الشباب تخطى الآثار الصحية، وشمل الانقطاع عن التعليم وعدم اجتياز الامتحانات وانخفاض فرص العمل والصورة السلبية في وسائل الإعلام.
لكن ذلك لا يعني فقدان الأمل، إذ يمكن للشباب بفضل روح المبادرة، إيجاد فرص جديدة للنجاح والازدهار، وقد يوفر الوضع الحالي لرواد الأعمال الشباب فرصا كبيرة لم تتوفر لهم في السابق.
فالكثير من الشباب اختاروا بعد الأزمة أن يتركوا الوظائف التقليدية التي لم تعد تمنحهم الاستقرار، وقرروا المجازفة وبعث أعمالهم التجارية ومشاريعهم الخاصة.
وهذا ما يدل حسب تعبيره على أن الشباب استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم وقدرتهم على تخطي العقبات في أعقاب أزمة كوفيد-19، وإيجاد الحلول للمشكلات الطارئة، وهو جوهر روح المبادرة.
وساعدت التكنولوجيا على إطلاق هذه المبادرات الفردية لرواد الأعمال الشباب، بطريقة لم يكن من الممكن تصورها قبل 20 أو 30 عاما، فبفضل رأس المال الصغير واتصال جيد بشبكة الإنترنت، شجعت التكنولوجيا جيلا جديدا من رواد الأعمال الشباب على الابتكار من منازلهم.
مساعدة الشباب
لكن رغم كل هذه المؤشرات الإيجابية، يرى الكاتب أنه لا يمكن للشباب أن ينجحوا في تحقيق كل طموحاتهم بمفردهم، وأنهم يحتاجون إلى المساعدة في التعرف على المجال الذي يمكن لهم أن يبدعوا فيه قبل أن يدخلوا عالم الأعمال، وضمان أن يكونوا مستعدين جيدا لمواجهة التحديات المختلفة عندما يقدمون على هذه الخطوة.
وينصح الكاتب أي شاب قد يفكر في أن يصبح رائد أعمال أن يضع نصب عينيه العوامل التي تحفزه والأهداف التي يستيقظ من أجلها في الصباح، لأن ذلك ما سيضعه على الطريق الصحيح لبدء مشروعه الخاص.
والمطلوب أيضا لأي شخص يفكر في دخول عالم الأعمال، هو أن يتعلم كيف يتعامل مع احتمالات الفشل، ويُدرك أن الإخفاق مرحلة ما، ووسيلة للتعلم والتطور والنجاح مستقبلا.
اعلان
ويؤكد الكاتب من واقع تجربته أن ريادة الأعمال والتخطيط للمشاريع الخاصة يمكن أن يبدأ في مرحلة الطفولة، ويقول إنه عندما كان في الـ13 من عمره كان يقوم بأعمال صغيرة مقابل المال، لأن عائلته كانت محدودة الدخل. وفي هذه المرحلة، لم يكن يدرك أن ما يفعله كان شكلا من أشكال ريادة الأعمال، لكنه أحب الأمر.
ومن وجهة نظره، فإن بناء روابط قوية بين الشركات والمؤسسات التعليمية أمر بالغ الأهمية في الوقت الراهن، إذ يحتاج الشباب إلى خبراء يمكنهم التحدث إليهم وتعلم كل ما يساعدهم في بعث مشاريعهم الخاصة في سن مبكرة واكتساب المهارات الضرورية قبل إنهاء الدراسة.
المصدر : إندبندنت