دراسة حديثة تثبت تأثير الحجر المنزلي على الصحة النفسية
خلصت دراسة حديثة، أجراها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، إلى وجود تأثير للحجر المنزلي على الصحة النفسية خلال جائحة كورونا، وبشكل أكبر عند الفئة العمرية من (19-28) عاما.
وهدفت الدراسة، إلى التعرف على مستويات تأثير الحجر المنزلي على بعض جوانب الصحة النفسية، بعد أن لاحظ باحثو المعهد من خلال الاتصالات الواردة من مختلف الفئات العمرية لكلا الجنسين، وجودَ آثارٍ سلبيةٍ وأخرى ايجابيةٍ مترتبة على الحجر المنزلي أثناء الجائحة.
وأوصت الدراسة، بضرورة أن يقوم فريق وطني متخصص بوضع سياسات وإجراءات وبروتوكولات لتطوير برامج نفسية وقائية، للتخفيف من الآثار النفسية للأزمات خاصة عند فئات الشباب.
ونصحت الدراسة التي جاءت انطلاقا من رسالة المعهد في تقديم الخدمات النفسية لأفراد المجتمع كافة، بتنفيذ برامج التوعية بالإسعافات الاولية النفسية، للحد من الآثار النفسية المترتبة على الأزمات الإنسانية.
وصمم المعهد الأداة المكونة من ثمانية عشر سؤالاً ورفعها على الشبكة العنكبوتية مستخدما برنامجاً خاصاً (Google Forms). وكانت المشاركة متاحة لجميع الفئات العمرية والاجتماعية والمستويات التعليمية ذكوراً وإناثاً.
وبلغ عدد الأفراد الذين استجابوا لأداة الدراسة (عينة الدراسة) 1095 مستجيباً، وكانت النسب المئوية لتوزيع العينة حسب الفئات العمرية كالتالي: (14-18) عاما 17.1%، و(19-28) عاما 25.1%، و(29-38) عاما 26.6%، و(39-48) عاما 14.3%، و(49 عاما فما فوق) 16.9%.
أما بالنسبة للجنس فقد بلغ عدد الإناث 705 (64.4%)، والذكور 390 (35.5%). وكان توزيع العينة حسب المؤهل العلمي كالتالي: طالب مدرسة 21.4%، طالب جامعة 7.5%، دبلوم 9.3%، بكالوريوس 40.9%، دراسات عليا 20.9%. وكان توزيع العينة حسب الحالة الاجتماعية: أعزب/عزباء 44.2%، متزوج/ة 52.6%.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المتوسطات الحسابية لاستجابات أفراد العينة على مقياس الصحة النفسية كانت متوسطة حيث أن عاملا واحدا فقط من جوانب الصحة النفسية كان سائداً بشكل مرتفع وهو الأفكار المزعجة، بينما جاءت متوسطات باقي الفقرات متوسطة وضعيفة المستوى.
وأظهرت النتائج أنه لا يوجد فروق دالة احصائياً بين متوسطات الذكور ومتوسطات الإناث، حيث كان المتوسط الحسابي للذكور (2.09) وللإناث (2.06)، وهذه الفروق الظاهرية لم تكن دالة إحصائياً، مما يدل على أن آثار الحجر الصحي كانت متشابهة عند الذكور والإناث.
كما أشارت النتائج إلى أن هناك فروقاً دالة احصائياً بين متوسطات الفئات العمرية، وأشارت نتائج اختبار (شيفيه) إلى أن الفروق الدالة إحصائياً بين الفئة العمرية (19-28) وباقي الفئات العمرية كانت لصالح الفئة العمرية (19-28)، أي أن الأثر السلبي للحجر المنزلي كان أكبر على الفئة العمرية (19-28) مقارنة بباقي الفئات العمرية.
أما بالنسبة للحالة الاجتماعية فأشارت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائياً لصالح الحالة الاجتماعية (أعزب/عزباء)، أي أن الأثر السلبي للحجر المنزلي كان أكبر على الحالة الاجتماعية (أعزب/عزباء).