خطأ حكومي
هل يستوجب على الحكومة السابقة والحالية تقديم اعتذار للشعب الاردني؟ فمع تصاعد الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير، واحتلال الأردن مستويات عالية من الإصابة بالمقارنة مع تعداد السكان وفق منظمة الصحة العالمية، فالسؤال الأهم والذي يؤرق العديد منا كيف استفحل الوباء بهذه الصورة؟؛ وكيف لم تتحرك الحكومة لعمل شيء تجاه هذا الارتفاع الخطير والغير مسبوق الا اللهم بخطوات محدودة معولة على وعي المواطن! وهل نستطيع التحكم في جميع الناس؟ اذن كان يتوجب عليها القيام بخطوات جدية وفعالة للحد من إرتفاع الإصابات، وحتى يلمس المواطن نتائج تلك الخطوات على نحو سريع وعاجل، كي يطمئن المواطنون على أنفسهم وعلى اقربائهم، نحن نعلم أن نسبة كبيرة من الأردنيين مصابين بأمراض مزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب، فلو تصورنا بقاء الوضع على ما هو عليه، سيتكبد المجتمع الأردني خسائر لا حصر لها من الإصابات وتدهور الوضع الاقتصادي... لا سمح الله.
الكثير من الأردنيين كان متخوفا من عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية، وتعالت الأصوات بأهمية التشديد على ارتداء الكمامة والابتعاد عن التجمعات، ولكن ما حدث فاق التوقعات بل الخيال أيضا، من التراخي في التقيد بالقواعد والشروط الصحية إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بالوضع الحساس الذي تعيشه الأردن في ظل إرتفاع الإصابات بكورونا، وباتت تجمعات بعض من الذين فازوا بالانتخابات المشهد الأبرز، فما الذي حدث؟ ولماذا لم تلزم الحكومة المصوتين على التقيد بكافة إجراءات السلامة الصحية، أم أن التراخى الحكومي القى بثقله على العملية بمجملها.
فلماذا لم تقم الحكومة بما يلزم من إجراءات واحتياطات للوقوف في وجه هذا الوباء والحد من كسر الاجراءات الصحية وأوامر الدفاع التي يعرفها الجميع؟! وهل علينا أن نتحمل أخطاء الحكومة؟! ألم يكن من الأجدر الإنتباه إلى هذه الأمور الهامة، والتي تشكل عبئا ثقيلا على المجتمع الأردني وكافة قطاعاته بخاصة القطاع الاقتصادي والصحي؟! وهل يجدي الاسف أو الاعتذار؟! إن الواجب الذي تضطلع به الحكومة لمن الأهمية بمكان، بحيث لا تحتاج إلى من يرشدها إلى مسؤولياتها وواجباتها.
ما جرى في الانتخابات يدعو إلى الحزن، أليس من الأفضل أن يتم الاستعانة ببديل مناسب في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن والعالم أجمع؟! بديل عن التصويت بالحضور الشخصي، إلى التصويت بواسطة البريد العادي كما الولايات المتحدة وبصورة منظمة أو التصويت عن بعد.... فأين كانت الحكومة من هذه الحلول؟! فنستعين بالحل الاسهل ولكنه المكلف بالتأكيد.