موسم الزيتون يجمع بين الأردنيين والسوريين
سلام فريحات -
مع انطلاقة موسم قطاف الزيتون في الأردن منذ بداية شهر تشرين الثاني لهذا العام، بدأ الأردنيون بالتشميرعن سواعدهم ليستمتعون في عملية القطاف، ويعد هذا الموسم فرصة عمل للكثير من الأسر في الوقت الذي تشح فيه فرص العمل، متميزا عن غيره من الأعمال بأن قطف الزيتون يحتاج جماعات وتشترك فيه عدة أسر.
تشاركنا أم سلام قصتها التي قدمت وأسرتها من سوريا إلى الأردن عام 2014 "احنا بنشتغل في الزيتون أنا وأولادي وزوجي وجيرانا الأردنيين، بنطلع من 7 الصبح وبنروح 4 مساء، في تعب بس والله كلو بروح مع صحبة الناس الي حولينا".
لافتة إلى أن العلاقة بينهم وبين الأردنيين هي علاقة الأسرة الواحدة "دور بينا وبين جيرانا الأردنيين مزح وضحك وبنتبادل النكات، وأكلنا مع بعض طول فترة الشغل في موسم الزيتون هذا الشي بقوي العلاقات".
تغير الظروف على أم سلام وأسرتها منذ قدومها من سوريا إلى الأردن دفعها للبحث عن عمل بشكل موسمي" لما كنا في بلدنا سوريا كان عنا بيت ملك وشغل وكل اشي تمام بس اجينا هون سكنا ببيت اجار ويا دوب نحلق دفع مي وكهرباء وزوجي بيتشغل اذا صحله شي واذا ما صحله ما بشتغل، بس بنحكي الحمدلله".
يحتاج المزارعون الأردنيون إلى أيدي عاملة في موسم الزيتون تحديدا إذا كانت مزارعهم كبيرة يشير المزارع فياض قوقزة إلى أن تشغيلهم للسوريين يعود لعددهم الكبير" العمالة متوفرة دائما بالإضافة لانهم شاطرين في الشغل وايدهم خفيفة على الشجر".
يوضح قوقزة أن آلية التعاون ما بينهم وبين السوريين في موسم الزيتون تبدأ بالذهاب لمنازلهم بداية والاتفاق على المبلغ المالي الذي يريدون أن يتقاضوه بدلا من عملهم في الزيتون " بيعتمد المبلغ الي بيوخدوه على الكيلو بيطلع علينا من 12 ل15 قرش بنهاية اليوم تقريبا بيطلع للفرد من 17- 20 دينار يوميا".
أما فيما يتعلق في العلاقات ما بين الأردنيين والسوريين في الموسم يشير" الي بشتغلوا عنا بيجوا على منطقة سوف بخيموا في المزرعة طول فترة الموسم أو بسكنوا في البلد بنوديلهم سيارة توخدهم وتروحهم، واحنا طول الفترة ما بننساهم بنقدملهم مرات أكل وأي مساعدة ممكن يحتاجوها خلال الفترة"
العلاقة ما الجتمع المضيف والعمال السوريين تستمر غالبا إلى ما بعد الموسم الزراعي بحسب قوقزة "كمزارعين إذا شفنا انه شغلهم كويس بنحاول نوفرلهم شغل ثاني إذا تمكنا" لافتا إلى أن رغم الظروف الصعبة التي يعيشها السوريين في الأردن من غلاء المعيشة وارتفاع أجور السكن إلا أنهم يشعرون بالأمان بسبب قرب العائلات من بعضها بعض.
"في تشابه كثير بين اسماء العشائر وهون سوريا مما يساهم بشعور السوريين بأمان أكثر" يقول قوقزة.
يعمل السوريون في الزيتون أسرا وأفرادا يقول الشاب السوري ( 21 عاما) يزن عن عمله في موسم الزيتون "بتقل فرص الشغل في البناء والقصارة لهيك بشتغل مع أصحاب المزاع الأردنيين في قطف الزيتون".
العمل في القطاع الزراعي بحسب يزن مختلف عن باقي القطاعات لأن العمل الجماعي والحوارات التي تدور بين العمال والمزاراعين بحكم وقت العمل الطويل، وهو ما يؤسس لعلاقة ود وصداقة قبل أن تكون علاقة عمل بين الأردنيين مع السوريين.
تغير ظروف الحياة في الأردن عن سوريا دفع الشباب للعمل بدلا من الدراسة يبين الشاب السوري يزن أن ظروف الحياة بالأردن صعبة قليلاً "من أول ما اجينا بلشنا نشتغل واحنا صغار وما كان في بديل وأبوي وأمي مريضين بقدروش بقوموا بشغل بضطر إنه اشتغل عشان أصرف على الأسرة ونطلع اجار البيت ومصروف إلنا".
وفي ظل جائحة كورونا وتوقف العمل عدد من الأشهر، ومن ثم عودة العمل ضمن تصاريح عمل في فترة الحظر، يشير مدير زراعة جرش د.فايز الخوالدة أن العمل في الزراعة لا يحتاج إلى تصريح للعمل في الحظر لافتا إلى أن التصريح الوحيد المطلوب في موسم الزيتون كان هو تصريح لصاحب المزرعة في حال أراد قطف أو عصر لزيتون يوم الجمعة في الحظر"، حيث يقدم صاحب الأرض قوشان لمديرية الزراعة توقع من المديرية وتختم من المحافظ.
حسب الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل محمد زيود فإن التصاريح الزراعية يجب أن تتم من خلال جمعيات تعاونية معتمدة لدى منظمة العمل الدولية، مضيفا أنه تم إصدار 200 الف تصريح عمل للاجئين السوريين منذ مؤتمر لندن شباط عام 2016
لا تختلف طبيعة العلاقة ما بين المزراع ابراهيم شحادة عن قوقزة كثيراً "أنا بشتغل معي 3عائلات سورية في قطف الزيتون وبحكم إني شخص اجتماعي بحب اتعرف على الناس اكتشفت انه جزء كبير من العائلات السورية هي امتداد للعائلات الأردنية يعني بكون نفس اسم العيلة بسوريا ونفسها في الأردن".
يضيف شحادة أن الأردنيين بطبعهم أهل كرم ونخوة ويكرم دائما الذين يعملون لديه "هذا الشي متأصل بمجتمعاتنا كونها مجتمعات عشائرية".
بدوه يوضح خبير الاجتماع الأستاذ الدكتور حسين خزاعي أن شجر الزيتون يربط بين السوريين والأردنيين كونها شجرة متأصلة في بلاد الشام وموجود منها في الأردن وسوريا "الشيء ينعكس إيجابيا على السوريين فعند قطفهم الزيتون سيشعرون أنهم ليسوا بغرباء هنا وكأنهم في بلدهم".
يؤكد خزاعي أن "طول مدة ساعات التي يقضونها مع شجرة الزيتون بشعرون براحة نفسية لانه شجرة الزيتون مريحة لا تتعب في عملية جني الثمار لأنها تعطي الشخص حيوية والجلوس تحتها ممتع، توحد مشاعر الوحدة بين السوريين والاردنيين"
ويرى خزاعي أن عملية قطف الزيتون تحتاج تكاتف وتعاون مما يعود على السوريين بالمساعدة المادية، واستثمار طاقاتهم كما هي مساعدة للأردنيين في جني الثمار.