إلى متى يبقى الانكسار العربي
وانا اتصفح قانون انعكاس الضوء وظاهرتي الانعكاس والانكسار وفقا لقوانين الفيزياء وانا لست من أهل علوم الفيزياء، لمع في ذهني الوضع العربي المتردي والذي انكسر وانحرف عن مسار صعود وتقدم الأمم ونحا منحا معاكسا لما هو مألوف طبيعيا .
معظم الأمم تعرضت لهزات وانتكاسات وهزائم أثرت في تقدمها برهة من الزمن ولكنها لم تلبث طويلا فتنهض وتعيد تنظيم نفسها وتعيد تطورها الذي انحرف إلى سكته وتواصل سيرها لتأخذ مكانتها التي تليق ما بين الأمم الا انكسار أمتنا العربية التي طال سباتها وتعددت انكساراتها وتشعبت وتصدعت طبوغرافيتها حتى أصبحت شعابا ووديانا وحارات وأزقة.
أين هي قاهرة المعز وبغداد التي علمت العالم حروف القراءة والكتابة،،أين بلح الشام وعنب اليمن،كل هذه الحواضر عدت عليها العاديات، بفعل إنكسار أصحاب الأمة يوم تفرقت كلمتها وتركت دينها الحنيف وطوعت النصوص لخدمة الحاكم المتغلب ، 1400عام مرت على الأمة ولم تستطيع أن توقف انحدارها وانحرافها مما زاد في حدة زاوية انكسارها والحال الذي نعيشه اليوم من تشرذم وفقدان للوزن خير شاهد على ما أقول......حال تصحيح المسار يتطلب تصحيح المفاهيم والقيم وتصحيح النهج، وهذا لن يكون الا إذا تساوى الموت والحياة لدى المواطن العربي الذي يقع على عاتقه ان يقوم بعملية التغيير الجذري للنهج السائد.....نعم سيقول المرجفون ان استبدال نهج بنهج ربما يؤدي إلى الفوضى والدماء وهذا صحيح ولكن كلفة ذلك هي أقل بكثير من كلفة حالة الأنكسار التي وصلت لها الأمة.
وختاما أنني أرى رأي العين ان المتغيرات الدولية وانعكاساتها على الاقليم ستعجل في موجة الربيع العربي الرابعة والأخيرة والتي أراها قد تخطت العتبة ،قال تعالى(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)صدق الله العظيم.