لقاح فيروس كورونا: بين "الفرحة" ومخاوف غياب "عدالة" التوزيع

تساءل كتاب في صحف عربية عن اللقاحات التي تم طرحها مؤخرا لعلاج فيروس كورونا وآلية ضمان الوصول العادل لكميات كافية منها لكل الدول، بما فيها الدول الأكثر احتياجا والأقل قدرة على تمويل شراء هذه اللقاحات.

وبدأت شركات مثل فايزر ومودرنا وأسترازينيكا في إنتاج لقاحات كورونا، وسيطرح لقاح فايزر-بيونتك في أوائل الأسبوع المقبل في بريطانيا بحسب تقارير.

وقالت فايزر إنها سيتوفر لها هذا العام ما يكفي لتحصين 25 مليون شخص، وسيكون لدى مودرنا ما يكفي 10 ملايين، ولدى أسترازينيكا ما يكفي أكثر من 100مليون.

"اللقاح للجميع"
يقول جبريل العبيدي في الشرق الأوسط اللندنية عن وباء كورونا: "... كانت العدوى متاحة للجميع، لكن البعض الآن يتساءل هل سيكون اللقاح متاحاً للجميع؟ بسبب غلاء تكلفة اللقاح، والحاجة لأكثر من جرعة... فقد بدأت الدول تتسابق للحصول على اللقاح في ظل تخوف لدى الشعوب الفقيرة ألا يكون اللقاح في متناولها".

ويشير الكاتب إلى أن "وباء كورونا خالطه التهويل والتهوين حتى التضليل، لتبقى بعض التساؤلات ونظرية المؤامرة متداولة عن تفسير الانتشار غير المسبوق لـكورونا بين محاولات الحكومات الخفية ومؤامرة انخفاض عدد السكان، ولعل بعض هذه الادعاءات منسوبة إلى مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس أنه اخترع فيروس كورونا، ويريد إفراغ الأرض من سكانها، واتضح أنها مزاعم كاذبة".

ويضيف الكاتب: "يجب ألا تحرمنا نظرياتُ المؤامرة فرحةَ إنتاج اللقاحات، التي يجب أن تكون هناك سياسة دولية عادلة في توزيعها، بعد أن تمنح التراخيص، فكما كان الوباء للجميع، كذلك يجب أن يكون اللقاح متاحاً للجميع من دون تمييز".

ويقول علي الفيروز في الرأي الكويتية إن "خطوات استباقية تتخذها دول العالم للكشف عن لقاحات جديدة، ضد فيروس كورونا المستجد، ليعزز آمال المصابين ويفرج عن الناس الذين ينتظرون إعلان المختبرات عن الجديد في جميع الجامعات والمراكز الطبية حول العالم، للوقاية من هذا الفيروس القاتل، آملين إنهاء فصل من فصول أزمة العصر الحديث، للعودة إلى الحياة الطبيعية من دون خوف وحزن وألم على فراق الأحبة".

ويرى الكاتب أن المختبرات "تجتهد على إظهار اللقاحات الأفضل جودة في العالم، وسط برنامج عالمي يهدف إلى إيصال اللقاحات المناسبة ضد كوفيد 19 إلى البلدان والمناطق ذات الدخل المتوسط والمنخفض أولاً، حفاظاً على أرواح البشر في العالم أجمع".

"الدعايات المضللة"
أما محمد مسلم الحسيني فيقول في رأي اليوم اللندنية إن "كثير من الدعايات المضللة انتشرت ضد اللقاح حتى قبل إنتاجه... تخوّف الكثيرون أيضا من الأعراض الجانبية الحاصلة نتيجة التطعيم، خصوصا أن لقاحات كوفيد19 تستخدم لأول مرة".

ويضيف الكاتب :"هذه الهواجس مبررة في بعض الأحيان، فلابد من دراسات مستفيضة في هذا الشأن، تبيّن أولا الأعراض الجانبية التي تحصل بعد التطعيم على المستوى المنظور وعلى المستوى البعيد، خصوصا تلك الأعراض التي تخفي علامات أمراض خطيرة تشير الى حصول تلف في أنسجة الجسم وأعضائه".

ويضيف الكاتب "أي نوع من اللقاحات نختار؟ الجواب هو أن نختار اللقاح الفعال والأمين ومن تلتف حوله ثقة العالم، إضافة لتوفره وسهولة خزنه ونقله وبقائه حيويا لفترة أطول في أماكن الحفظ المتيسرة وبأسعار مناسبة. هل يبرر وجود أعراض جانبية بسبب اللقاح أو وجود مخاطر نادرة الحصول، عدم أخذ اللقاح في الوقت الحاضر والانتظار؟".

ويتابع: "الإجابة قطعا كلا. لأن المعادلة واضحة وهي أن مخاطر الوباء الأكيدة أكبر بكثير من مضاعفات اللقاح البسيطة أو من مخاطره نادرة الحدوث حتى إن وجدت".

وتقول رقية البلوشي في البيان الإمارتية "أظهرت جائحة كوفيد 19 مدى هشاشة العالم الذي نعيش فيه، حيث قام الفيروس المجهري الصغير بهدم جدران الأنظمة الاجتماعية والصحية والأكاديمية السابقة، التي تم بناؤها على مدى المئة عام الماضية، كما أظهر الوباء ضعفاً عالمياً بين الأنظمة الدولية، سواء كانت تربط بين الدول أو اقتصاداتها العالمية".

وتتابع الكاتبة: "أدت تداعيات جائحة كوفيد 19 إلى عالم أكثر انقساماً وغير متساوٍ، حيث إنه على الصعيد العالمي تم ظهور المزيد من الفوارق بين الشعوب، نظراً للأسباب التالية: أولاً، التفاوتات الصحية الموجودة مسبقاً، والتي زادت نتيجة للوباء. ثانياً، مدى استعداد الدول ومرونتها الاقتصادية. ثالثاً، جودة الاستجابة العامة للوباء، واتباع الحقائق العلمية".

وترى الكاتبة أن "عدم المساواة، ستظهر مع اللقاح الذي ينتظره العالم بفارغ الصبر، حيث سنرى قريباً عقبات وتحديات لوجستية في وصول اللقاح إلى السكان في البلدان النامية والمناطق النائية".



(BBC)