لماذا قنصلية أردنية في الصحراء الغربية؟
المحرر السياسي - خبر غريب تناقلته وسائل الإعلام مؤخرا دون صدور أي تعليق من وزارة الخارجية، حول قيام الأردن بافتتاح قنصلية في الصحراء الغربية، التي تشهد نزاعا تاريخيا بين كل من المغرب والجزائر.
هذه العثرة الدبلوماسية يستحيل تبريرها مهما قلبت الأمر، فما هي مصلحة الأردن الرسمي في أن يزج نفسه في نزاع بالغ التعقيد والتشعب بين دولتين شقيقتين، تربطه بهما علاقات متجذرة في التاريخ على المستويين الشعبي والرسمي؟
أين هي المصلحة الوطنية في رحلة البحث عن الأزمات على مشارف المحيط الأطلسي، وما هي الرسالة التي يريد الرسميون إيصالها عبر هذه المغامرة العبثية في الساقية الحمراء ووادي الذهب؟!
النزاع التاريخي على الصحراء الغربية قضية ليس للأردن فيها ناقة ولا جمل، فما الذي يجبرنا على إقحام أنفسنا في صراع جديد مع الأشقاء؟ خاصة وأن مسألة تقرير مصير البوليساريو مازالت بعيدة عن الترجمة إلى إمكانية واقعية بسبب التغيير الديموغرافي، الذي يجعل من عملية إجراء استفتاء شعبي ضربا من ضروب المستحيل!
ثم متى كان للأردن فائض مالي يتيح البذخ في الإنفاق على بعثات دبلوماسية لا حاجة لها؟! هل توهم صناع القرار وجود جالية أردنية مثقلة بالاحتياجات القنصلية على شواطئ الأطلسي؟!
إحراق مراكب الدبلوماسية الأردنية بجرة قلم ليست مغامرة عبثية فحسب، بل هو استهتار فج بأموال دافعي الضرائب من أبناء هذا الشعب المبتلى بساسته، المستمرين في رحلة البحث عن الأزمات وكأنها نزهة على الرمال!
الحديث الرسمي حول ضرورة ترشيد وضبط النفقات تصفعه كل يوم قرارات جديدة تستنزف المزيد من أموال خزينة الدولة الرازحة تحت وطأة عجز متفاقم ومديونية مستعرة، دون أي سبب أو مبرر، وكأننا في أزمة إدمان على التبذير!