تأثير جائحة كورونا على الرعاية الصحية للمصابين بأمراض مزمنة
لا يمكن تجاهل تأثير كورونا على الأمراض المزمنة والسيطرة عليها ... أي تطورها و حصول مضاعفات بسبب عدم السيطرة عليها ... مثل أمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية والفشل الكلوي ... وكلها مضاعفات لأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
مثلا، مع وجود نظام صحي مثقل بالأعباء اليومية، قد لا يحصل المصابون بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري على أدويتهم بسبب تأثير الجائحة على توافر الأدوية، وقد لا يذهبوا للحصول عليها من المركز الصحي أو المستشفى أصلا، وذلك خوفا من الاصابة بكورونا أو بسبب الحظر. حتى مع وجود امكانية توصيل العلاج للمريض في منزله، فمن المحتمل أن كثير من المرضى لم يبادروا بطلب توصيل أدويتهم لأسباب كثيرة ... ومن المؤكد نسبيا أنه لم تتم متابعة من يطلب أدويته ومن لم يطلبها.
ونتيجة لذلك قد لا يلتزم المرضى بالدواء ويفقد المريض السيطرة على المرض، فيرتفع ضغط الدم أو مستوى السكر في الدم مثلا، والذي بدوره قد يشكل خطرا حقيقيا على حياة المرضى المصابين بهذه الأمراض (السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها). ومعلوم للجميع أن أعمار الغالبية العظمى من هذه الفئة تكون فوق 60 عام وفي حالات كثيرة أقل من ذلك.
أن تزايد نسبة الوفيات التي شهدها المجتمع الأردني في الاونة الاخيرة -وان لم تكن بسبب كورونا- قد يكون دليلا على عدم التزام المرضى بأدويتهم الضرورية للسيطرة على أمراضهم ... ولا بد من دراسة حقيقية لمعرفة ذلك. وكثيرة هي الأبحاث التي تتحدث عن عدم التزام المرضى بأخذ أدويتهم كما يجب في ظروف عادية جدا، فما بالنا بوجود كورونا!
من جانب اخر، قد يساهم الكادر الصحي المرهق في حدوث بعض الاخطاء المتعلقة اما بوصف الأدوية او بتشخيص بعض الأمراض أو حتى في متابعة الأمراض المزمنة، ما من شأنه أن تسبب هذه الأخطاء كلف اقتصادية اضافية على الدولة، ناهيك عن الكلف المادية والصحية للمرضى والتي قد تصل الى الوفاة لا قدر الله. وبنفس السياق، لا يمكننا تجاهل تأثير كورونا على المصابين باضطرابات عقلية مثل القلق والاكتئاب، وهؤلاء معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بأعراض متزايدة وشديدة نتيجة عدم الالتزام بالدواء لأسباب ذكرت سابقا، أو بسبب الخوف وربما الوحدة أوالعزلة.