ترنح المشرق العربي والرقص بين التاريخ والجغرافيا!
مئة عام مضت على إستقلال أو إنشاء معظم الدول العربية لكنها للاسف ما زالت تعيشُ إزمات وجودية من فقر وبطالة وعدم وجود ديموقراطية حقيقية وعدالة إجتماعية وإنهيارا لاقتصادهم.. فهم يعيشون بفراغ الحاضر وجهل المستقبل! فكل الطرق باتجاه المستقبل باتت مغلقة فباتوا وحيدين على جانب طريق مُظلم تناستهم الأُمم.. فوفق المعاير السياسية يعتبر المشرق العربي مولجاً في الخراب والضياع.. فالواقع السياسي مُعقد ضرب مفهوم الدولة القومية بحيث أصبحت الدول العربية أضعف من أي وقت مضى وأصبحت عاجزة عن رعاية شعوبها
فقد انهار بعض من دولها تحت ضغط الفساد وحروب الطوائف وصراع اللاعبين الخارجين.. فغالبيتهم يرزحون تحت خط الفقر والجوع .. ويعيشون في العتمة ويهددهم العطش واطفالهم خارج المدارس
فألى متى سيستمر المشرق العربي في التراجع والترنح والرقص ما بين التاريخ والجغرافيا ؟ فلا بد من البحث عن مصادر كوارثُنا التي تتمدد يوماً بعد يوم ... فالحالة العربية هي واحدة من الاسوء في العالم فقد وصلت إلى مراحل متقدمة في السوء !! فهي تشهد أوضاعاً سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية مأساوية.... فمعظم الدول العربية الان تُصارع حاضرها من إجل البقاء لا من إجل الارتقاء ولا من أجل غزو الفضاء .... بل من إجل الرغيف
فمن منكم قرأ كتاب John Boloton مستشار الأمن القومي الامريكي السابق The Room Where it Happeened فقد أشار بوضوح تعاظم أهتمام الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة آسيا - الباسيفيكي على حساب الشرق الاوسط .. فالدول العربية على حد قوله لم تعد قادرة أن تقدم شيئاً للعالم لانهم لم يعُد عندهم شيئاً يقدمونه
فالمواطن العربي يحق له أن يتساءل اليوم عما تبقى من رهانات على قادم الايام وان يستحضر ما حصل من مشاريع سياسية شكلت تحولاً جذرياً في الايدولوجيا العربية والاسلامية.. فلم يسبق لأي دخول سياسي أن عرف حالة من الانكماش العربي مثلما يعرفها الان.