فرنسا تفرض حظر تجول ليلي

باتت الولايات المتحدة على وشك الترخيص للقاح ضد كوفيد-19 في الأيام القليلة المقبلة، فيما أعلنت فرنسا الخميس رفع العزل بحذر في 15 كانون الأول/ديسمبر واستبداله بحظر تجول ليلي حتى في ليلة رأس السنة.
وأوصت لجنة خبراء مستقلين وكالة الغذاء والدواء الأميركية بالترخيص لأول لقاح ضد كوفيد-19 طورته شركتا فايزر الأميركية وبايونتيك الألمانية.
ومن المتوقع أن تعطي الوكالة الضوء الأخضر في الأيام المقبلة، على أن تبدأ حملة التلقيح الأسبوع المقبل.
وكانت مصادقة الخبراء على اللقاح، في بادرة شفافية غير مسبوقة في العالم، مؤكدة ولا سيما بعد نشر مجلة "نيو إنغلاند جورنال اوف ميديسين” العلمية المرجعية الخميس النتائج الكاملة للتجارب السريرية التي تظهر فاعلية بنسبة 95%.
ووصف الرئيس المنتخب جو بايدن قرار خبراء اللجنة التي شكلتها وكالة الغذاء والدواء بأنه "نور يشع في مرحلة قاتمة بلا ضرورة”.
وسجلت الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا في العالم جراء الفيروس، حوالى ستة آلاف وفاة نتيجة الوباء خلال 48 ساعة، وباتت حصيلتها الإجمالية تقارب 300 ألف وفاة.
وبعد المصادقة على اللقاح في الولايات المتحدة، يتعين توزيعه، وهي مهمة تنسقها الحكومة الفدرالية وعهد بها إلى القطاع الخاص.
وقال بايدن إن التوزيع سيطرح تحديا، طالبا من "إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الحصول على الجرعات التي فاوضت عليها مع فايزر وموديرنا، والعمل سريعا على صنعها على نطاق واسع للمواطنين الأميركيين والعالم”.
من جهتها، أعلنت مختبرات الشركتين الفرنسية "سانوفي” والبريطانية "غلاكسو سميث كلاين” (جي اس كي) الجمعة أن لقاحهما ضد كوفيد-19 لن يكون جاهزا قبل نهاية 2021 بعدما جاءت نتائج التجارب السريرية الأولى أقل مما كان يؤمل.
في فرنسا، أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس مساء الخميس أن البلاد ستخرج بحذر من الحجر المنزلي في 15 كانون الأول/ديسمبر.
وأوضح أنه سيتم إلغاء تراخيص التنقل، غير أن إعادة فتح المراكز الثقافية مثل المتاحف ودور السينما والمسارح، ستؤجل ثلاثة أسابيع، كما "سيبقى العمل عن بعد القاعدة” وسيطبق حظر تجول اعتبارا من الساعة 20,00 كل يوم باستثناء ليلة عيد الميلاد.
وقال كاستيكس إن يوم 31 كانون الأول/ديسمبر الذي "يحتوي على كل عناصر موجة وبائية جديدة” سيخضع أيضا لحظر التجول.
وتلزم فرنسا للمرة الثانية حجرا منزليا منذ 30 تشرين الأول/أكتوبر، بعدما اتخذت إجراء أول مماثلا في الربيع استمر حوالى شهرين.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون حدد هدفا خفض الحصيلة اليومية للإصابات إلى خمسة آلاف لرفع الحجر، إلا أن هذا الهدف يبدو بعيدا إذ سجلت فرنسا الخميس 13750 حالة جديدة.
ويزداد القلق في العديد من الدول المجاورة أيضا.
ففي ألمانيا، أعلن معهد روبرت-كوخ للرقابة الصحية الخميس أن ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 "مقلق”، داعيا إلى "النظر” في فرض قيود جديدة، وذلك غداة دعوة المستشارة أنغيلا ميركل إلى تشديد التدابير المتخذة.
وبعدما وصفت ألمانيا بأنها "التلميذ النجيب” في أوروبا خلال الموجة الأولى من الإصابات في الربيع، ارتفعت حصيلتها منذ ظهور الفيروس إلى نحو 1,2 مليون إصابة وأكثر من عشرين ألف وفاة.
وفي المملكة المتحدة التي سجلت أعلى حصيلة وفيات في أوروبا تخطت 63 ألف وفاة، أعرب وزير الصحة مات هانكوك عن "قلق كبير” حيال ارتفاع الحالات في لندن وجنوب شرق البلاد، معلنا عن حملة فحوص لكشف الإصابات بين الشبان في المناطقة الأكثر تأثرا بالوباء.
من جهة أخرى، مددت الحكومة التشيكية الخميس حتى 23 كانون الأول/ديسمبر حال الطوارئ في مواجهة الارتفاع الحاد في عدد الإصابات، وفرضت على المطاعم إغلاق أبوابها عند الساعة الثامنة مساء اعتباراً من الأربعاء.
وعلى الصعيد الاقتصادي، عزز البنك المركزي الأوروبي الخميس تدابيره لدعم الاقتصاد في منطقة اليورو الذي يسجل تراجعا على وقع تفشي فيروس كورونا المستجد، في انتظار توزيع اللقاحات.
في المقابل، توصل قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في بروكسل إلى تسوية تسمح بإقرار خطة الإنعاش الأوروبية بقيمة 750 مليار يورو لمرحلة ما بعد كوفيد-19.
في روسيا التي تواجه انتقادات لطريقة إحصائها عدد الوفيات جراء الوباء، سجلت وكالة "روس ستات” للإحصاءات في تشرين الأول/أكتوبر زيادة في الوفيات الإجمالي لشتى الأسباب بحوالى 50 ألف حالة عن تشرين الأول/أكتوبر 2019، وهو فارق يفوق بكثير عدد الوفيات المعلنة جراء كوفيد-19.
وتوفي 205 آلاف و500 شخص في تشرين الأول/أكتوبر، في أعلى حصيلة شهرية في روسيا منذ أكثر من عشر سنوات.
ووصل فارق الوفيات للفترة الممتدة بين نيسان/أبريل ونهاية تشرين الأول/أكتوبر 2020 إلى حوالى 165 ألف وفاة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، في حين تم رسميا تسجيل 45280 وفاة فقط جراء كوفيد-19 منذ بدء تفشي الوباء.
وعلى مستوى العالم، تسبب الوباء بما لا يقل عن 1,570,398 وفاة من أصل أكثر من 68,8 مليون إصابة منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019.أ ف ب