الأوروبي يستنفر.. سلالة كورونا المتحولة تنشر الرعب
ما إن حذرت وزارة الصحة البريطانية، اليوم الأحد، من أن سلالة كورونا الجديدة شديدة العدوى خرجت عن السيطرة في البلاد، حتى استنفرت عدة دول أوروبية، معلنة تعليق الرحلات الجوية من وإلى المملكة المتحدة.
فيما عقدت محادثات بين باريس وبرلين والاتحاد الأوروبي بشأن السلالة الجديدة من الفيروس التاجي. وناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، الأحد، مسألة التحول الفيروسي الذي انتشر في المملكة المتحدة، بحسب ما أفاد بيان صادر عن قصر الإليزيه.
أتت تلك المحادثات فيما أعلنت هولندا وبلجيكا وإيطاليا تعليق رحلاتها مع بريطانيا، بينما طالبت إسبانيا باستجابة واحدة وقرار موحد من قبل الاتحاد لقرار تعليق الرحلات من وإلى بريطانيا.
في حين أفاد مراسل "العربية" أن فرنسا تدرس بدورها تعليق الرحلات.
كما كشف مصدر ألماني حكومي أن السلطات تنظر أيضا في مسألة وقف الرحلات الجوية إلى بريطانيا.
الصحة العالمية والقيود
في حين دعت منظمة الصحة العالمية أعضاءها في أوروبا إلى "مضاعفة قيودهم"، بحسب ما أفاد الفرع الأوروبي للمنظمة لوكالة فرانس برس. وقالت ناطقة باسم المنظمة "في أنحاء أوروبا، حيث تنتقل العدوى بشدة وعلى نطاق واسع، يتعيّن على الدول مضاعفة قيودها وإجراءاتها الوقائية".
وتحدثت المنظمة عن "مؤشرات أولية تفيد أن عدوى السلالة قد تكون أكبر"، فضلا عن أنها "قد تؤثر في فاعلية بعض أساليب التشخيص".
كما أوضحت أن "لا دليل على تبدل في خطورة المرض"، رغم أن هذا الموضوع لا يزال موضع أبحاث.
إلى ذلك، أوصت المنظمة "كل الدول بتعزيز قدراتها على تحديد سلالات فيروس سارس-كوفيد-2 حين يكون ذلك ممكنا وتقاسم المعلومات على الصعيد الدولي، وخصوصا إذا تم تحديد الطفرات الإشكالية نفسها".
يشار إلى أنه جرى تسجيل بضعة حالات إصابة بالسلالة الجديدة، خارج الأراضي البريطانية، بينها 9 في الدنمارك وحالة في هولندا وفي أستراليا، وفق المنظمة الأممية.
وإضافة إلى الدول التي رصدت على أراضيها السلالة التي مصدرها المملكة المتحدة، "أبلغت دول عدة أخرى منظمة الصحة العالمية بوجود سلالات أخرى تتضمن بعض التغييرات الجينية للسلالة البريطانية"، وخصوصا طفرة تعرف باسم "إن501واي".
خرجت عن السيطرة
وفي وقت سابق اليوم أكد وزير الصحة البريطاني أن السلالة الجديدة خرجت عن السيطرة، ولا بد من التقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي والعزل من أجل كبح جماح الفيروس المتحول.
وكان خبراء صحة مرموقون في البلاد أكدوا السبت أن السلالة المتحولة من فيروس كورونا أشد عدوى بنسبة 70% من السلالة الأصلية، إلا أنهم لفتوا إلى أنها ليست أكثر ضراوة على ما يبدو.
يذكر أن بريطانيا شهدت خلال الأسبوعين الماضيين ارتفاعا ملحوظا في نسبة الإصابات بالفيروس التاجي الذي ظهر لأول مرة في الصين في ديسمبر الماضي، وذلك، بالتزامن مع انطلاق حملات التطعيم بلقاح كورونا في البلاد.