الهواري: العودة الى المدارس يجب ان تكون مختلفة عنها في ايلول.. وعلينا الاستفادة من تجربة بريطانيا

قال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، الدكتور فراس الهواري، إن أي قرار بالتشدد في الاغلاقات أو التخفيف منها تحكمه ثلاثة عوامل رئيسة؛ نسبة تسبب الفيروس بالعدوى، نسبة الفحوصات الايجابية، سعة المستشفيات والنظام الصحي، مؤكدا أهمية الاستفادة من الدرس البريطاني الذي شهدناه خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث كانت بريطانيا تخطط للانفتاح التدريجي ولكنها غيرت سياستها بشكل عكسي نتيجة ما عُرف بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا.

وأضاف الهواري في مقابلة عبر شاشة المملكة، إن الحالة الوبائية هي ما يحكم قرار العودة إلى الدراسة الوجاهية من عدمها، حيث أن الأمر مرتبط باستمرار تحسّن الحالة إلى حين موعد الفصل الدراسي الثاني.

وشدد على أنه "في حال جرى دراسة العودة إلى التعليم الوجاهي، فبالتأكيد يجب أن تختلف تلك العودة عمّا كانت عليه في شهر أيلول الماضي"، مشيرا إلى أن الأطفال تحت (10) سنوات هم أقل في نسبة الاصابة بالفيروس، كما أن هناك مراحل دراسية أكثر أهمية مثل (الصف العاشر، والثاني ثانوي).

وأشار إلى امكانية دراسة خيار تقسيم الاسبوع (3×3)، ليكون دوام مجموعة من طلبة الصفوف التي ستعود إلى المدارس أيام (سبت، اثنين، أربعاء) والمجموعة الأخرى من تلك الصفوف (أحد، ثلاثاء، خميس)، واستخدام الصفوف الفارغة في كلّ مدرسة لتوزيع الطلبة عليها من أجل تخفيف أعداد الطلبة في الغرفة الصفية الواحدة.

ولفت إلى أهمية الاستفادة من المعلمين الشباب في العودة إلى التعليم الوجاهي، واستثناء من يزيد عمره عن (55) عاما باعتباره من الفئة العمرية الأكثر اختطارا وتأثرا بالفيروس، بالاضافة إلى اللجوء للفحوصات المركّزة، ودراسة أي حالات اصابة في المدارس من ناحية مصدر الاصابة وكيفية الانتشار وتعميمها على باقي المدارس، مشددا على أن خيار عودة وبقاء الطلبة في صفوفهم بيد أولياء أمورهم ومعلميهم، حيث يُطلب من ولي أمر أي طالب تظهر عليه أية أعراض (حرارة، احتقان، أعراض مرضية أخرى) عدم ارسال ابنه إلى المدرسة حتى لو أجرى فحص كورونا، وكذلك المعلمين.

وشدد على أن "العودة إلى المدارس مثل شهر أيلول يجب أن لا تكون المثال والنموذج. فإذا كانت العودة مثل شهر أيلول فالأولى أن لا نعود، لأن أي خلل يحدث اليوم يترتب عليه اعادتنا (4-5) أشهر إلى الوراء، وبدلا من الاستمرار بالانفتاح التدريجي نعود إلى الاغلاق التام".

وفيما يتعلق بالحديث عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا والتي ظهرت في بريطانيا، قال الهواري: "إن فيروس كورونا هو من فيروسات (RNA) التي يحدث فيها طفرات متتالية، وقد حدث لفيروس كورونا (12) ألف طفرة جينية، والحديث عن كون الطفرة الأخيرة سلالة ليس دقيقا بالمعنى العلمي"، مشيرا إلى أن أهم طفرتين جينيتين حدثتا على الأشواك التي تغطي سطح الفيروس، والتي منها اكتسب مسمى فيروس تاجي.

وأشار إلى أن هذه الطفرات بدأت بالظهور في شهر أيلول الماضي في بريطانيا، وقد ظهرت في نفس الفترة الموجة الثانية من انتشار كورونا في المملكة المتحدة.

وأكد الهواري ضرورة الاستفادة من الدرس البريطاني، حيث أن بريطانيا كانت تتحدث قبل ثلاثة أيام عن تخفيف الاجراءات والسماح باحتفالات محدودة بالأعياد، لكنها خلال ثلاثة أيام ألغت كل ذلك.

ولفت إلى أن خطورة الانتشار السريع للفيروس بعد الطفرة الأخيرة تكمن في احتمالية أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الطفرات الجينية التي قد تؤدي في النهاية إلى اضعاف اللقاح الذي جرى التوصل إليه.

وفيما يتعلق بالمركز الوطني لمكافحة الأوبئة، قال الهواري إنه يعمل بتكاملية مع مؤسسات الدولة المختلفة، وبما يخدم صحة وسلامة المواطن الأردني في النهاية.