علاج ترامب من كورونا.. ما قصة "كوكتيل سوبرمان"؟
سريعا، تماثل الرئيس الأميركي المستجد، دونالد ترامب، من فيروس كورونا المستجد رغم سنه المتقدم، بفضل علاج واعد لم يحظ به سوى عدد محدود للغاية من الأميركيين.
وكان ترامب أصيب بفيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد- 19"، في أكتوبر الماضي، وبعد أيام معدودة أعلن تعافيه، بفضل ما قال إنه "كوكتيل سوبرمان".
وذكرت حينها تقارير إعلامية أن علاج عبارة مزيج تجريبي من الأجسام المضادة.
وتلقى ترامب العلاج، رغم أن إدارة الغذاء والدواء لم تقره، مستفيدا من بند عرف بـ"الاستخدام الرحيم".
ويحمل الدواء اسما علميا هو "ريجن- كوف 2"، وهو علاج مألوف للغالية بالنسبة إلى خبراء الأمراض المعدية، لكن هؤلاء يحاولون جاهدين الإجابة عن سؤال فعالية العلاج.
وكشفت صحيفة "يو آس إيه توداي" الأميركية، الاثنين، أن علاج ترامب هو الأجسام المضادة وحيدة النسل.
وليس ترامب فحسب من تلقى العلاج، فهناك مجموعة من المسؤولين الأميركيين الكبار الذين نالوا العلاج، ومنهم محاميه الشخصي رودي جولياني وحاكم ولاية نيوجرسي السابق، كريس كريستي.
وعلى الرغم من عوامل العمر والوزن، التي تشكل في العادة خطورة لمتلقي هذا العلاج، إلا أنهم تماثلوا للشفاء بسرعة.
ومضادات الأجسام أُحادية النسل هي جزيئات مصنعة مخبريا لتعمل كأجسام مضادة بديلة يمكن أن تعيد أو تعزز أو تحاكي هجمات جهاز المناعة على الخلايا الدخيلة على الجسم، وكانت بداية استخدام هذا العلاج في مهاجمة الخلايا السرطانية.
وقال وزير الصحة الأميركي، أليكس عازار، إن جزءا بسيطا فقط من هذه الجرعات وصل إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الأسباب التي منعت من توزيع الدواء على نطاق واسع مزيد من أسباب سياسية وعلمية وتحديات لوجستية.
وبعدما تماثل ترامب من الشفاء، أشاد بالعلاج الذي تلقاه، ووعد بجعله متاحا للجميع في الولايات المتحدة، لكن الحكومة الأميركية لم تقم سوى بشراء وتسليم 250 ألف جرعة من هذا العلاج، في بلد بلغ عدد المصابين فيه أكثر من 18 مليونا.
ويقول أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة هارفارد، راجيش غاندي: "على الرغم من أن هذه (العلاجات) تبدو واعدة، إلا أنه لا توجد أدلة قاطعة كافية لمعرفة أن لها فائدة سريرية".
والمستشفيات لديها عدد محدود من الموظفين المتاحين من أجل التعامل مع هذه العلاجات، بعدما أصبح أسرتها ممتلئة بالمرضى، علاوة على الانشغال بتقديم الجرعات الأولى من اللقاح، بحسب الصحيفة.
وتحتاج هذه العلاجات وقتا طويلا، مما يصعب مهمة استخدامها.
ورغم أن عازار قال إن الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض خطيرة نتيجة الفيروس، يمكن أن يطلبوا من أطبائهم منح الدواء، لكن خبراء يشككون في الأمر برمته.
وقال المفوض السابق في إدارة الغذاء والدواء، سكوت جوتليب، إن الأشخاص الوحيدين الذين نالوا العلاج هم ترامب وأصدقائه الذين لديهم طبيب مناسب، بينما يعاني بقية المرضى في الحصول على رعاية جيدة.
سكاي نيوز