كيف يؤثر هوس الأمهات بالوظيفة على سلوك أطفالهن؟
خلال هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها، أصبح من الصعب على العائلات تحمل تكاليف الحياة، وهو ما أدى إلى بذل مجهودات مضاعفة في العمل، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأطفال.
في تقرير نشره موقع "مامز" (Moms) الأميركي، تقول الكاتبة لينا ناصر إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يمثل تحديا صعبا للعديد من العائلات؛ لأن "إدمان العمل" قد يدمر الصحة النفسية للأطفال.
وتصف مجلة "سيكولوجي توداي" (Psychology Today) إدمان العمل بأنه "أكثر من مجرد تكريس وقتك للوظيفة. إنه التزام يقترب من الهوس، ويأخذ مكان معظم جوانب الحياة الأخرى، ويشمل ذلك الأطفال".
وحسب الكاتبة، فإن استمرار هذه الحالة لفترة طويلة، يعني عواقب أكثر خطورة على الأطفال، الذين يحتاجون إلى الكثير من العناية والاهتمام في سنواتهم الأولى. فما هي أبرز مخاطر هذا "الإدمان"؟.
شعور الطفل بأنه غير مهم
من المهم جدا إن كنت أما عاملة أن تفصلي بين العمل والحياة الشخصية، وأن تتأكدي من إعطاء الوقت والجهد المناسبين لكل منهما.
في الواقع، ترسل الأم المدمنة على العمل مؤشرات لأطفالها أنهم ليسوا مهمين في حياتها، وأن الأولوية للعمل في المقام الأول. وهذا الشعور بعدم الأهمية يؤثر سلبا على نمو الطفل عاطفيا ونفسيا، ويسبب مشاكل طويلة المدى.
عدم تلبية الاحتياجات العاطفية
إذا انشغلت الأم بالعمل على حساب الأطفال، قد يلجؤون إلى خيارات أخرى لملء الفراغ العاطفي، مثل الإدمان أو السلوك العنيف. وفقا لسيكولوجي توداي، فإن الأم التي تبذل الكثير من الوقت والجهد في حياتها المهنية، تؤثر سلبا على صحة أطفالها العقلية والعاطفية.
والمشكلة في هذه الحالة، أن العمل يستحوذ على ذهن الأم تماما، ويتحكم في مزاجها، وقد تتصرف بشكل سيء مع الأطفال عندما لا تسير الأمور جيدا على المستوى المهني.
أما الأم المتوازنة، فتعطي الأولوية للأطفال وترتبط معهم بمشاعر قوية لا يؤثر عليها الالتزام المهني.
اعلان
لا وقت للعب
غالبا ما يترك أطفال الأم المدمنة على العمل أمام الشاشات والأجهزة الإلكترونية، بينما تنشغل هي بحياتها المهنية، وتبقى خارج المنزل لفترات طويلة، وهذا له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال.
يتحمل الطفل في تلك الحالة الكثير من المسؤوليات، ويحرم من أوقات اللعب والمرح التي يحتاجها، ويكبر بسرعة بدون أن تنتبه الأم.
الاكتئاب
حسب صحيفة "بانش" (Punch)، فإن "الأطفال الذين لا يتمتعون بعطف الوالدين، يصبحون تدريجيا عرضة للإصابة بالاكتئاب، ثم الذهان بمرور الوقت".
ويحتاج الأطفال بشدة إلى التواصل مع الوالدين، والحديث باستمرار عن تجاربهم اليومية؛ ليشعروا بالدفء العائلي.
لذلك، يجب على الآباء والأمهات أن يحرصوا على تلبية احتياجات أطفالهم العاطفية، تماما مثل حرصهم على تلبية الاحتياجات المادية.
المصدر : الصحافة الأميركية