“الأنيميا” فقر الدم.. ماذا تعرف عنه؟

- يعود أصل كلمة أنيميا إلى اللغة اليونانية وتعني "نقص الدم”، وهو مرض يحدث عندما لا يمتلك الجسم كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الصحيحة أو الهيموغلوبين، مما يقود إلى تراجع عملية نقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، ويقود إلى مضاعفات قد تكون شديدة.
الأنيميا أو فقر الدم تتميز بانخفاض مستوى الهيموجلوبين في الدم، ويعتبر الهيموجلوبين ضرورياً لنقل الاكسجين من الرئتين إلى الأنسجة والأجهزة الأخرى في الجسم.
تــُنتج خلايا الدم الحمر في نخاع العظم. وتعيش الخلية الواحدة بين ثلاثة وأربعة أشهر، وتحتوي على بروتين الهيموغلوبين الذي يرتبط بالأكسجين ليحمله إلى الخلايا. ويعطي هذا البروتين خلايا الدم الحمراء لونها الأحمر.
هناك عدة عوامل مسؤولة عن الإصابة بفقر الدم الذي ينقسم إلى أنواع مختلفة يمكن ردها إلى مجموعتين كبيرتين:
المجموعة الأولى: هي الأنيميا الناجمة عن نقص في إحدى المواد الغذائية، وهي الحديد وفيتامين "ب12” والفوليت، وهذا يعني أنه في هذه المجموعة توجد ثلاثة أنواع من الأنيميا وهي:
• الأنيميا الناجمة عن نقص الحديد، وتعتبر أكثر أنواع فقر الدم شيوعا.
• الأنيميا الناجمة عن نقص فيتامين "ب12”.
• الأنيميا الناجمة عن نقص الفوليك اسيد.
المجموعة الثانية: فيها تكون الأنيميا الناجمة عن أسباب أخرى، مثل:
• التلاسيميا التي تنجم عن اختلال جيني وراثي.
• فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic anemia) وينجم عن وجود مشكلة في نخاع العظم.
• فقر الدم الانحلالي (Haemolytic anemia)، وينجم عن حدوث تدمير لخلايا الدم الحمر من قبل جهاز المناعة الذي يتعرف اليها كأجسام غريبة فيهاجمها.
• فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia)، وينتج عن خلل جيني وراثي.
تضم مسببات الأنيميا عوامل أخرى مثل الحمل، والإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض الكلى أو السرطان أو التهاب القولون التقرحي.
الأعراض:
أعراض الأنيميا عديدة وأبرزها ما يلى:
الأشكال الخفيفة لفقر الدم قد لا تسبب أي أعراض، عندما تحدث علامات وأعراض فقر الدم، قد تشمل ما يلي: الشعور بالتعب والضعف، جلد شاحب، ضيق في التنفس، خاصة عند التمرين، برودة اليدين والقدمين، إغماء أو دوخة، زيادة العطش، نبض سريع، التنفس السريع، تشنجات أسفل الساق، ومضاعفات القلب (إيقاعات القلب غير الطبيعية، انتفاخ القلب، تضخم القلب).
يعد فقر الدم أحد الأمراض الأكثر انتشارا في الأردن، حيث يصيب واحدا من كل خمسة مواطنين، وينجم أساسا عن خسارة الجسم للدم بسبب النزف، والإصابة ببعض الأمراض، إضافة إلى العادات الغذائية الخاطئة.
المعدل الطبيعي لخضاب الدم لدى الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 5 سنوات هو 11، فيما يرتفع إلى 11.5 عند من هم بين عمر 5 الى 11 عاما، وإلى 12 بالنسبة للذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، أما الأنثى الحامل فوق 15 عاما فيصل المعدل لديها الى 11، ويبلغ 13 عند الذكور فوق 15 عاما.
معدل حاجة الجسم اليومية من الحديد لدى النساء في مرحلة الانجاب هي بين 7-20 ملغم، والمرأة أثناء الحمل من 20-48 ملغم، والرجال والنساء في سن اليأس من 5-10 ملغم، والمراهقين من 10-20 ملغم، والأطفال من 4-10 ملغم، ولا تقل عند الرضع عن 1.5 ملغم.
يتم تشخيص فقر الدم عن طريق اجراء اختبار تعداد الدم الكامل (CBC – Complete Blood Count)، الذي يفحص عدد كريات الدم الموجودة في عيّنة دم. عند اجراء هذا الفحص بهدف تشخيص فقر الدم يهمنا معرفة عدد كريات الدم الحمراء والهيماتوكريت (الهيماتوكريت هو عبارة عن نسبة كريات الدم الحمراء من الدم)، وكمية الهيموجلوبين الموجودين في الدم. الهيموجلوبين هو بروتين موجود بكريات الدم الحمراء ووظيفته هي نقل الاوكسجين في الدم.
انتشار الانيميا وفقر الدم في الاردن
ليس المهم ان نجمع البيانات والاحصائيات بقدر نشرها والاستفادة منها في الحد من انتشار المرض ويوجد بيانات موجودة في وزارة الصحة حول الموضوع الا اننا هنا نذكر دراسة نشرتها دائرة الاحصاءات العامة لانها هي المتداولة بيننا ومنشورة على الانترنت بينما الدراسات الاخرى حبيسة الادراج.
ملخص الدراسة
في كشف مسح السكان والصحة الأسرية في الأردن 2018/2017 الذي نفذته دائرة الإحصاءات العامة الحكومية، أن 43 في المائة من النساء وثلث الأطفال في المملكة يعانون فقر الدم. لم يتمكن الأردن خلال 15 عاماً من خفض نسبة الأطفال الذين يعانون فقر الدم، فقد أظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 بأن نسبة الأطفال الذين أعمارهم 5 سنوات فأقل ويعانون من فقر الدم بلغت 32 %، وهي ذات النسبة لعام 2012، فيما كانت 34 % عامي 2009 و 2002.
فقر الدم بين الأطفال ما زال شائعاً في الأردن حيث يعاني ثلث الأطفال منه، إلا أن أغلب الأطفال الذين المصابون بفقر الدم يعانون فقر دم خفيفا (21 %)، و 11 % لديهم فقر دم معتدل، وأقل من 1 % يعانون فقر دم حادا.
ويعتبر فقر الدم أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالأطفال، إذ إن 43 في المائة من اللاتي أعمارهن بين 15 و49 سنة مصابات بفقر الدم. وقد لوحظ أن فقر الدم مرتفع نسبياً بين السيدات في جميع المستويات التعليمية ورفاه الأسرة، وفقر الدم يمكن أن ينتج عن نقص عنصر الحديد وحامض الفوليك ، وفيتامين B12 أو بعض العناصر الغذائية الأخرى. ويعرف هذا النوع من فقر الدم على نطاق واسع بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد في الجسم وهو احد اشكال نقص التغذية المنتشرة عالمياً. يمكن أن يكون فقر الدم نتيجة للنزيف والأمراض المزمنة أو الملاريا أو الطفيليات أو الاضطرابات الوراثية.”
يعتمد علاج فقر الدم عادة على المسبب الرئيسي للإصابة به، وهي على الشكل التالي: فقر الدم بسبب نقص الحديد (Iron deficiency anemia): الإصابة بفقر الدم نتيجة نقص الحديد يتم علاجها عن طريق تناول مكملات الحديد والقيام ببعض التغيرات في النظام الغذائي الخاص بالمصاب، وفقاً لنصائح وإرشادات الطبيب. إن كان نقص الحديد المسبب لفقر الدم ناتج عن خسارة كبيرة في الدم، فيجب على الطبيب تحديد موقع النزيف بهدف وقفه، وهذا عادة ما يتطلب الخضوع لعملية جراحية. فقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات (Vitamin Deficiency Anemia): علاج فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات يكون بتعويض هذا العوز من خلال تناول مكملات الفيتامينات وزيادتها في النظام الغذائي الصحي.
أما ان كان الجهاز الهضمي يواجه مشاكل في امتصاص فيتامين B-12 من الغذاء، الأمر الذي سبب الإصابة بفقر الدم لديك، ستكون بحاجة لأخذ إبر B-12 بناءً على توصيات الطبيب المختص. فقر الدم الناتج عن الأمراض المزمنة (Anemia of chronic disease): لا توجد طريقة علاج واضحة ومحددة لهذا النوع من فقر الدم، حيث يقوم الطبيب بالتركيز على علاج المسبب لفقر الدم. في الحالات التي يشتد فيها المرض وتتفاقم أعراضه سيخضع المصاب لنقل الدم أو حقن هرمون إرثروبوئيتين وهو هرمون تقوم الكلى بإنتاجه والذي يساعد في تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء.
فَقْرَ الدَّمِ اللاتَنَسُّجِيّ (Aplastic anemia): علاج فقر الدم من هذا النوع قد يتطلب نقل الدم إلى المصاب لتعزيز مستوى خلايا الدم الحمراء، في بعض الحالات يكون المصاب بحاجة إلى زراعة نخاع عظم جديد. فقر الدم المرتبط بإصابة نخاع العظم: علاج فقر الدم من هذا النوع قد يتضمن عدة خيارات اعتماداً على حدة وشدة المرض: أدوية معينة العلاج الكيميائي زراعة نخاع عظم جديد. فقر الدم الإنحلالي (Hemolytic anemia): إدارة فقرد الدم من هذا النوع تتمثل في تجنب تناول الأدوية التي من الممكن أن تكون سببت الإصابة وتناول تلك التي تعزز عمل الجهاز المناعي الذي قد يهاجم خلايا الدم الحمراء في هذه الحالة.
اعتماداً على حدة المرض قد يخضع المصاب لنقل الدم أو حتى تنقيته، وفي بعض الحالات قد يكون استئصال الطحال مفيداً. فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia): الإصابة بهذا النوع من فقر الدم يعني علاجه عن طريق إدارة الأكسجين في الجسم وتناول مسكنات الألم والسوائل لتجنب الإصابة بأية مضاعفات أخرى.
علاج فقر الدم بالأعشاب والطعام قد يكون بالإمكان المساهمة في حماية نفسك وعلاج فقر الدم منزلياً بتناول الاغذية التالية:
الشمندر، السبانخ، الرمان، التمر، التفاح، والكبد والطحال واللحوم الحمراء غنية بالحديد ويجب تناولها مرتين اسبوعيا لتعزيز مستوى الحديد في الدم.

الصيدلي ابراهيم علي أبو رمان / وزارة الصحة