جرائم بلا عقوبة.. آباء يستغلون أطفالهم لتحقيق الشهرة عبر مواقع التواصل
بعد أن كانت للأطفال خصوصياتهم واهتماماتهم المختلفة في شتى المجالات المناسبة لأعمارهم، تحولوا عند بعض الآباء إلى سلعة بهدف تحقيق الشهرة أو كسب الأموال وزيادة التفاعلات.
ورغم الأزمات المتلاحقة بعد انتشار المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والعقوبات المتوالية على الآباء، فإن الأمر لم يتوقف من دون عقوبات رادعة للحد من انتشار ظاهرة استغلال الآباء للأطفال عبر الشبكات الاجتماعية.
ونستعرض لكم أهم القصص التي أثارت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية، والتي استغل فيها الآباء أطفالهم بشكل لا يتناسب مع أعمارهم.
قصة بسنت وياسين
قد تبدو القصة طفولية ومرحة، إذ لم تخرج مشكلة الطفل محمد عن كونها حديث طفل -لم يتجاوز 6 سنوات- إلى والده حول مشاعره تجاه زميلته في المدرسة، إلا أن الأب استغل رواية ابنه ليتطور حديثهما حول خيانة زميلته وأمور أخرى لا تتناسب مع هذه السن، الأمر الذي جعله مادة للتداول والسخرية بين رواد مواقع التواصل.
تباينت ردود الأفعال على المقطع؛ فالبعض اعتبرها هزلية، وآخرون رأوا فيها جريمة نفسية للطفل واعتداء على قيم المجتمع، وإساءة استخدام الإنترنت، واستغلالا من الأب لابنه من أجل جني الأرباح، خاصة أن الأب مطرب شعبي، فاعتبر البعض أنه يستغل طفله من أجل انتشار واسع لهما.
من ناحية أخرى، تقدم المجلس القومي للأمومة والطفولة ببلاغ ضد المطرب الشعبي،وتقدم ببلاغ لمكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الواقعة.
استغلال مشاعر الحزن
استغلت الكويتية فينيسيا -المعروفة بأم ريان- براءة نجلها ونشرت مقطعا مصورا للحظة انفعاله أثناء تلقيه خبر وفاة جدته، أي والدتها، عبر حسابها على إنستغرام، لتوثق رد فعله وانهياره في البكاء أمام ملايين المتابعين، من دون توقف للفيديو.
وأثار مقطع الفيديو غضب المتابعين، ووصفوا ما قامت به بأنه انتهاك لحقه في الخصوصية، ومتاجرة بمشاعر طفل من أجل الشهرة وتحقيق عدد من الزيارات على صفحتها.
فينيسيا أم ريان هي "فاشينيستا" كويتية معروفة، يتابع صفحتها على إنستغرام مليون ونصف المليون متابع.
وأثار الفيديو جدلا واسعا في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع إدارة الجرائم الإلكترونية إلى إحالتها للتحقيق، وفق ما ذكره حساب المجلس الكويتي عبر تويتر، مؤكدا أنه تمت إحالتها للنيابة العامة بالتعاون مع جمعية حماية الطفل.
اعلان
أحمد حسن وزينب
في واقعة أثارت جدلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أقدم "اليوتيوبر" أحمد حسن وزوجته زينب على تصوير مقطع فيديو لطفلتهما إيلين، خلال مراحل ذعرها عندما لونت الأم وجهها باللون الأسود، واقتربت من ابنتها أثناء نومها، لتستيقظ الصغيرة على ملامح مختلفة لوالدتها، وهو ما تسبب في انهيار الطفلة، وسط ضحك الأم والأب، وطلبوا من الجمهور المشاركة بالإعجاب والانتشار للفيديو، من دون الاهتمام بمشاعر الطفلة التي لم يتجاوز عمرها عاما.
أثار الفيديو حفيظة كثيرين، رافضين ترويع الآباء طفلة من أجل جني الأرباح، وبعد 48 ساعة من الواقعة، وبعد أن أثارت القضية الرأي العام؛ قرر مكتب النائب العام حبس زينب وأحمد حسن 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامهما بترويع ابنتهما، كما تلقت النيابة العامة كتابا من المجلس القومي للطفولة والأمومة يفيد بتلقي خط نجدة الطفل بلاغا عن نشر المتهمين مقطعا مصورا بقناتهما تضمن تخويفهما طفلتهما والسخرية من خوفها ورد فعلها؛ وذلك لرفع نسبة مشاهدة المقطع بقناتهما سعيا إلى تحقيق الربح، وأنه سبق الشكوى منهما خلال عام 2019.
وتعهد الوالدان بعدها أمام النيابة بعدم ظهور ابنتهما لاحقا في مقاطع الفيديو الخاصة بهما.
الاستمتاع ببكاء الأطفال
نشرت أم مقطع فيديو لابنتها أثناء بكائها بشدة، حيث كانت الطفلة تطلب من والدتها أن تأكل لأنها "ستموت من الجوع"، حسب قولها، أما الأم فتمتعت بهدوء شديد ممزوج بضحكات ساخرة، مؤكدة لطفلتها أنها إذا أكلت سوف تسمن أكثر، وتقارنها بطفل آخر يتمتع بجسم متناسق مقارنة بها، ومن ثم يجب ألا تأكل لتصبح رشيقة مثله، لتنهار الطفلة في البكاء من جديد.
ومثل الفيديو السابق، صوّرت جدّة مصرية مقطع فيديو لحفيدتها أثناء انهيارها في البكاء الشديد، بعد أن أخبرتها الجدة بضرورة خسارة الوزن حتى تصبح جميلة، وهددتها -أثناء التصوير- بأنها ستتعرض للسخرية لكونها سمينة، لترد الطفلة "وما شأنهم؟ أريد أن آكل على طبيعتي". لترد الجدة بانفعال "لا تأكلي على طبيعتك؛ الأكل سيصيبك بالموت".
وحقق الفيديو وقتها نسبة مشاهدة مرتفعة، مع ردود أفعال غاضبة، ليتضح بعد ذلك أن الأسرة تقدم ابنتها أمام مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق الربح من خلال الإعلانات وزيادة المشاهدات، إذ ظهرت فيما بعد الطفلة ووالدتها بعدة مقاطع مشابهة.
طفلة تشرب الأرجيلة
كما انتشر مقطع فيديو قبل 3 أعوام لأم تصوّر ابنتها لأنها تبكي وتطلب منها أن تشرب الأرجيلة، فاستغلت الأم براءة الطفلة وصورتها وهي تشرب الأرجيلة بطريقة أثارت اشمئزاز كثيرين، وطالبوا بمحاكمة الأم التي عرضت ابنتها للمخاطر من أجل ربح المال.
ورغم غضب المتابعين من انتشار تلك المقاطع والهدف من ورائها سواء بالربح أو الشهرة أو زيادة التفاعل على حسابات الآباء عبر مواقع التواصل، فإن الجهات المعنية تكتفي بتحذير الأبوين، أو تجاهل الأمر؛ مما يسفر عن ظهور مقاطع أكثر جرأة واستغلالا لبراءة الأطفال وعفويتهم عبر الشبكات الاجتماعية، من دون الخوف من تعرض المسيئين للعقوبات.
المصدر:مواقع التواصل الاجتماعي