كاتمة الأسرار وملجأ الأزمات.. لماذا تعتبر الخالة الأقرب للبنت خلال مرحلة المراهقة؟

لا يمكن إنكار دور الخالة في حياة البنت، فهو لا يقل أهمية عن دور والدتها ولا سيما خلال فترة المراهقة، فالخالة تحب ابنة أختها كثيرًا وتخاف عليها وتحرص أن تبقى سعيدة ومرتاحة.

لذلك من المعروف أن تأثير الخالة في البنت يضاهي تأثير الأم في الكثير من الأمور الحياتية خاصة في هذه المرحلة، وليس هنالك أفضل من الخالة في تأدية مهمة حلّ المشاكل وكتم الأسرار وإسداء النصائح والإرشادات اللازمة.

باختصار يمكن القول إن الخالات يعتبرن أعز الصديقات اللواتي يشجعن في تحقيق أحلام الفتيات دون التوقف عن الاستمتاع بالحياة.

وهناك الكثير من الأمثال الشعبية التي تصف أهمية وجود العائلة الكبيرة كالخالة والخال والعمة والعم في كنف العائلة، كمثل "الولد لو بار، بيطلع تلتينو (ثلثين) للخال".

وهذا ما يؤكد أن المجتمع العربي يهتم بوجود الأقارب بقرب العائلة، حتى لو خفّت قليلاً تلك التقاليد. ولكن من منا لم يلجأ لخالته أو عمته في ظروف صعبة، طالبا النصيحة؟ إذًا، لا يزال دور الخالة والخال أو العمة والعم يتربّع في قلب العائلة.

الشابة ريم خياطة -الثانية من اليمين- تجد خالتها الرائعة -الأولى من اليمين- حاضرة دائما لتقدم لها العون دون أن تطلق عليها الأحكام (جزيرة).

الخالة هي المثل الأعلى

تعتبر الشابة ريم خياطة (17 عاما) أن خالتها تعرف كيف تجعلها تشعر بأنها مميزة، فعلى الرغم من معاملتها لها على أنها شخص بالغ، فإنها لا تزال ترى بداخلها تلك الفتاة الصغيرة التي تحتاج للدلال من وقت لآخر. كما أنها تشتري لها الهدايا دائما، أو تصحبها إلى أماكن جميلة لتظهر لها مدى حبها.

وبحسب ريم، فان خالتها قد تكون الشخص الوحيد الذي ساعدها في تجنب أخطاء الموضة، كما أن الذهاب برفقتها للتسوق أو التحدث معها في مواضيع تخص الكبار، سيعينها كثيرا على التكيف مع المرحلة الجديدة والحصول على مصادر موثوقة للمعلومات من شخص لديه خبرة كبيرة.

وتنوه للجزيرة نت أنها إذا كانت منزعجة من بعض الأمور فهي لا تشعر بالراحة لمناقشتها مع والدتها، فهنا يأتي دور خالتها سواء تعلق الأمر بشاب، أو تعسر علمي أو شجار مع فتيات سيئات في المدرسة، فهي دائما تجد خالتها الرائعة -كما تصفها- موجودة دائما لتقدم لها العون دون أن تطلق عليها الأحكام، كما أنها لن تشعر بالهلع بغض النظر عما فعلت وستساعدها في حل مشكلتها دون التسبب في أي اضطرابات، فالخالة هي المثل الأعلى بالنسبة لها.

الخالة عصمت الحاج يونس تعتبر أن الخالة من أقرب الأشخاص إلى بنت أختها- الصورة تعبيرية (بيكسلز)

الخالة أقرب الأشخاص

أما الخالة عصمت الحاج يونس فتقول إن الخالة هي من أقرب الأشخاص إلى بنت أختها، فالخالة بنظرها هي المعنى الحقيقي للدلال والمحبة الصادقة من القلب، لأنها مصدر ثقة لا يقل عن ثقة الأم عند الأبناء، لهذا تجد نفسها هي الشخص الذي يقدم النصيحة الصادقة لريما ابنة أختها والوقوف بجوارها في أشد الأزمات التي تمر بها، بل والخوف عليها بمقدار خوف الأم ذاته على ابنتها. فهي تعتبر نفسها الصديق الأول لريما وحافظة أسرارها.

وتتابع عصمت حديثها للجزيرة نت مؤكدة أنها ستساعد ريما على اجتياز مرحلة المراهقة وتقديم يد المساعدة لها، لأنها الشخص الملائم لهذه المهمة، وهي ستعطيها التوازن النفسي وتبعد عنها التوتر والقلق، دون تجاهل دور الأهل في التربية والتأديب.

الاختصاصية في علم النفس نتالي زيدان تقول إن البنت القريبة من خالتها أكثر سعادة في حياتها من غيرها (الجزيرة)

كاتمة أسرار و"حلالة مشاكل"

الاختصاصية في علم نفس الطفل والمراهق وفي التوجيه الأسري نتالي زيدان تقول للجزيرة نت، "يمكن للخالة مساعدة بنت الأخت على اجتياز مرحلة المراهقة المتمردة عندما تسبب لها تقلبات مزاجية كبيرة".

اعلان
 

فهي تدرك أنها ليست بحاجة سوى لإثبات استقلاليتها وكسر بعض القواعد لتتمكن من اكتشاف نفسها، وهي على استعداد لتكون بجانبها في هذه المرحلة، حيث ستشجعها على الانفتاح على العالم، لكنها ستظل تراقبها تحسبا لحدوث خطأ ما.

وتكمل نتالي شرحها بأنه عندما يتعلق الأمر بالمشاكل تصبح الخالة كاتمة أسرار، تستمتع بكل محبة وتفهم وتجد دائمًا الحل المناسب بفضل خبرتها، وبحسب الإحصائيات، البنت القريبة من خالتها هي أكثر سعادة في حياتها من غيرها!

بحسب علم النفس من الضروري دعم الرابط الذي يجمع الخالة بالبنت منذ طفولتها، وخاصة عندما تبلغ الفتاة عامها الثامن (الصحافة الأجنبية)

لحظات استثنائية

وتؤكد نتالي على أنه من الضروري دعم الرابط الذي يجمع الخالة بالبنت منذ طفولتها، خاصة عندما تبلغ الفتاة عامها الثامن، إذ يجب إفساح المجال لها لتمضية لحظات استثنائية مع خالتها بدءا من التسوق، مرورا بتناول وجبة الغذاء في أحد المطاعم، وصولا إلى الترفيه.

وهذا الرابط الذي ينشأ منذ الطفولة هو ما سيمنح البنت الثقة بخالتها لتلجأ إليها في أي مشكلة عاطفية أو اجتماعية تصادفها في مرحلة المراهقة، ولا مانع طبعا من أن تنشأ العلاقة قبل ذلك بكثير، ولكن الصداقة يجب أن تبدأ حين تبلغ الطفلة الثامنة.

وتنهي نتالي بأنه صحيح أن كل فتاة صغيرة ترغب في أن تصبح مثل والدتها حين تكبر، إلا أن ذلك لا ينطبق على مرحلة المراهقة، حيث تثور البنت على والدتها، رافضة قبول أي من نصائحها أو إرشاداتها.

ورغم صعوبة هذه المرحلة عليها كأم، فإن عليها أن تدرك أهميتها كخطوة إيجابية في بناء شخصية الابنة. وهنا، يأتي دور الشقيقة كخالة تقدم العلاقة الفريدة لابنتها أثناء نموها، لذلك غالبا ما تبذل الخالات جهدا كبيرا لقضاء الوقت برفقة بنات أخواتهن.

المصدر:الجزيرة