وردم: ماذا لو وصل خبر جامعة اليرموك الى مؤسسات بيئية عالمية؟!

علّق الخبير البيئي والكاتب الصحفي، باتر وردم، على نبأ قيام جامعة اليرموك بقطع أكثر من مئة شجرة من أجل تركيب ألواح شمسية بالقول إنه "من نوعية أخبار الكوميديا السوداء التي تجعل المرء محتارا بين السخرية والبكاء".

وقال وردم في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هذا التصرف يشبه سائق السيارة الكهربائية الذي يقوم برمي النفايات من نافذة السيارة لأنه ليس معنيا بقيم حماية البيئة أو الاستدامة وكل ما يعنيه هو شراء سيارة أرخص من حيث استهلاك الطاقة وتوفر عليه".

وأضاف في منشور لاحق: "لو قمنا بتوثيق وترجمة ما أقدمت عليه جامعة اليرموك، وأرسلنا هذه المعلومات للمؤسسات البيئية والتنموية العالمية فإن ذلك سيشكل فضيحة حقيقة لنا. ما سيحدث هو أن هذه الحالة الدراسية سيتم استخدامها كواحدة من الممارسات السيئة في كافة الكتب والمعايير المرجعية الخاصة بتقييم الأثر البيئي لمشاريع الطاقة الشمسية".

وتاليا ما نشره وردم:

(1)

قيام جامعة اليرموك بقطع أكثر من مئة شجرة من أجل تركيب ألواح شمسية هو من نوعية أخبار الكوميديا السوداء التي تجعل المرء محتارا ما بين السخرية والبكاء.

هذا التصرف يشبه سائق السيارة الكهربائية الذي يقوم برمي النفايات من نافذة السيارة لأنه ليس معنيا بقيم حماية البيئة أو الاستدامة وكل ما يعنيه هو شراء سيارة أرخص من حيث استهلاك الطاقة وتوفر عليه. نفس الشيء للجامعة التي تريد توفير كلفة الكهرباء أكثر من تقديم نموذج لحماية البيئة والاستدامة، وهذا ما بدا واضحا من تصريح مدير الهندسة في الجامعة والذي طمأن الجميع بأن الأشجار التي قطعت هي "أشجار زينة" وليست "أشجارا مثمرة" وهذا يوضح مدى إدراك القائمين على المشروع للقيم الحقيقية للأشجار.

ما الذي يمكن فعله بعد هذا الخطأ؟ هل تقوم جامعة اليرموك بزراعة آلاف الأشجار والتي ستحتاج ربما عشرات السنين للوصول إلى وضع الأشجار التي قطعت وتنتهي القصة؟ هل سيعتبر هذا نموذجا من القرارات السيئة التي يمكن أن يتم توثيقها حتى لا تتكرر في المستقبل؟ كيف يمكن أن نصل إلى مرحلة من الوعي والإدراك لقيم الاستدامة تتجاوز المصالح الضيقة والنظرة قصيرة الأمد لمعادلة المكاسب والخسائر؟

(2)

لو قمنا بتوثيق وترجمة ما أقدمت عليه جامعة اليرموك من قطع للأشجار من أجل تركيب خلايا شمسية، وأرسلنا هذه المعلومات للمؤسسات البيئية والتنموية العالمية فإن ذلك سيشكل فضيحة حقيقة لنا.

ما سيحدث هو أن هذه الحالة الدراسية سيتم استخدامها كواحدة من الممارسات السيئة في كافة الكتب والمعايير المرجعية الخاصة بتقييم الأثر البيئي لمشاريع الطاقة الشمسية.

لا أعتقد أنه كل العالم تم إقتراف مثل هذا التصرف، وفي العادة فإن مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تخضع لدراسات تقييم الأثر البيئي لمعرفة التأثيرات الممكنة لهذه المشاريع على البيئة المحيطة وفي الغالب ما تكون التأثيرات تتعلق باستخدام الأراضي أو الضغط على الشبكات الكهربائية أو التأثير على الطيور المهاجرة ولكن من النادر أن يكون هنالك مثال لقطع اشجار من أجل تركيب ألواح شمسية.

ما يثير القلق حقا ليس الفعل بحد ذاته بل الدفاع عنه من قبل إدارة الجامعة وعدم إدراك الخطا الذي ارتكبته...وهذا مؤشر محزن وخطير جدا على مستوى الوعي البيئي أو الإدراك لقيم الاستدامة في واحدة من أعرق الجامعات الأردنية التي تمتلك قسما متخصصا بالبيئة والتنوع الحيوي يضم مجموعة من خيرة الأساتذة والباحثين الأردنيين وساهم في تخريج مئات المختصين والباحثين من الطلبة.