تركيا: 20 مليار دولار هدف أولي لتركيا وبريطانيا في اتفاق التجارة الحرة
قال مسؤول اقتصادي تركي إن اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مؤخرا بين تركيا وبريطانيا ستساهم في صعود التجارة الخارجية السلعية بين الجانبين إلى 20 مليار دولار كمرحلة أولى.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع "عثمان أوكياي" رئيس مجلس العمل التركي البريطاني، التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (حكومي).
وتحدث "أوكياي" في المقابلة عن اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين تركيا والمملكة المتحدة وعن اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
والثلاثاء الماضي، وقعت تركيا وبريطانيا في أنقرة اتفاقية للتجارة الحرة، قبل أيام من خروج الأخيرة رسميا من الاتحاد الأوروبي، إذ دخلت الاتفاقية رسميا حيز التنفيذ اليوم الجمعة.
وستساهم الاتفاقية في إزالة الغموض عن هيكلية التجارة القائمة بين أنقرة ولندن، وستساعد بشكل كبير في استمرارية التبادل التجاري بين الجانبين دون شوائب أو عراقيل.
وأوضح "أوكياي" أن "توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا والمملكة المتحدة، سيسهل تحقيق هدف رفع حجم تجارة البلدين إلى 20 مليار دولار".
وفي عام 2019، بلغ حجم التبادل التجاري السلعي بين تركيا وبريطانيا، قرابة 15.4 مليار دولار، بحسب بيانات هيئة الإحصاءات التركية.
وذكر "أوكياي"، أن إقرار عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) قبل نهاية العام، يعد تطوراً جيداً بالنسبة لتركيا وضمن عدم حدوث السيناريو الأسوأ.
وأشار إلى أن الفترة الانتقالية في عملية بريكست، أوضحت مجدداً الحاجة الملحة إلى تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي.
"عدم تمكننا من المشاركة في المفاوضات التي أجراها الاتحاد الأوروبي مع المملكة المتحدة، يجعل تعديل اتفاقية الاتحاد الجمركي أمراً ضرورياً.. يجب أن يكون ذلك من أوليات الفترة الجديدة".
واستمرت المفاوضات والاستعدادات لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وبريطانيا، فترة طويلة، "أول اتفاقية تجارة حرة تجريها بريطانيا بعد اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي كانت مع تركيا".
وأكد أوكياي على أهمية المملكة المتحدة بالنسبة لتركيا، وفي الوقت نفسه أهمية تركيا بالنسبة للملكة المتحدة، وعلى ثقته في أن العلاقات ستطور كثيراً بين البلدين في المستقبل.
وترى المملكة المتحدة في تركيا، بلد عبور إلى جانب كونها سوقا هامة للسلع البريطانية، إذ تملك أنقرة بنية تحتية لحركة نقل السلع لكل من آسيا وإفريقيا وشرق أوروبا.
وازدادت أهمية تركيا جغرافيا خلال السنوات القليلة الماضية، مع تطور حركة التجارة بين الشرق والغرب وتعدد وسائل نقل السلع بين البحر والجو والبر (خط سكة حديد يربط تركيا بالصين).
وزاد المسؤول التركي: "بريكست ليست مجرد اتفاقية تجارية واقتصادية فحسب، بل اتفاق عام يشمل أيضاً التعاون في العديد من الملفات مثل مكافحة الجرائم، والثروة السمكية، والطاقة، وأمن المعلومات بين المملكة والتكتل الأوروبي".
"تجارة البضائع بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، البالغة 668 مليار يورو (800 مليون دولار) في 2019 ستواجه عدة عقبات مثل التفتيش على الحدود، وقواعد بلد المنشأ للمنتجات والعديد من الإجراءات الإدارية، وتقييد حرية تنقل الأفراد.
وتابع: "عند النظر إلى اتفاقية التجارة الحرة بالنسبة لتركيا، نرى أنها تطور إيجابي يتيح مواصلة تجارة البضائع بشروط اتفاقية الاتحاد الجمركي، ويساهم في عدم توقف التعاون القائم بين تركيا والمملكة المتحدة".
وتشير بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي، أن صادرات تركيا للمملكة المتحدة في 2019، بلغت 10.87 مليارات دولار، بينما بلغت الواردات 5.42 مليارات دولار.-(الأناضول)