النائب اسامة العجارمة ينقذ هيبة مجلس النواب في ازمة المعلمين..
كتب احمد الحراسيس - شهد محيط مجلس الأمة ظهر الأحد حدثا مؤسفا كاد أن يضرب عميقا هيبة ومكانة واعتبار مجلس النواب المنتخب، السلطة التشريعية والرقابية الأهم في الدولة الأردنية، والجهة التي تستمد استقلاليتها وقوتها وشرعيتها من كونها السلطة الوحيدة المنتخبة والتي تمثل نظريا ارادة الشعب، إذ حاول أحد أفراد الأمن العام -السلطة التنفيذية- ودون طلب مباشر من رئاسة المجلس -كما فهمنا- منع دخول أعضاء مجلس نقابة المعلمين إلى مبنى البرلمان وذلك لعرض مظلمتهم وملف الاحالات الانتقائية المبكرة إلى التقاعد والاستيداع.
اصرار رجل الأمن على منع نائب نقيب المعلمين الدكتور ناصر النواصرة من الوصول إلى المجلس كان غريبا ومريبا، إلا أن النواصرة واجه هذا التعنت بتمسكه بحقّه في عرض قضيته على نواب الشعب، واستمر هذا السجال بينهما حتى جاء تدخل النائب أسامة العجارمة، ليحفظ هيبة وسمعة ومكانة واعتبار مجلس النواب الذي كاد أن ينتهكها جميعا أحد المكلفين بحماية الأمن أمام مبنى البرلمان، وذلك عندما قرر هذا المسؤول الأمني أن يتعدى هذا التوصيف الوظيفي، ليلعب دور حارس البوابة والشخص الذي يقرر من يدخل ومن لا يدخل مجلس الأمة.
موقف النائب العجارمة المدافع عن هيبة السلطة التشريعية والرقابية يعكس نضجا وفهما عميقا لدور النائب وحدود اختصاصه، ومجال عمله، وحصانة واستقلال سلطته، وسيادته وزملائه المطلقة على المبنى ومرافقه وساحاته ومداخله ومخارجه، فكيف يقوم أحد أفراد الأمن بمنع مواطن من دخول المجلس دون العودة إلى الأمانة العامة أو الرئاسة؟ كيف يقوم بمنع الناس من لقاء نوابهم بقرار يتخذه بنفسه أو يُتخذ من قبل رؤسائه؟
إذا قبل نائب واحد دخول كائن من كان إلى مبنى البرلمان، فلا تستطيع قوة في الدنيا أن تمنع هذا المواطن من الدخول، هذا ما أراد النائب العجارمة وعدد من زملائه أن يعبروا عنه اليوم وهم يتصدون لقرار المنع بكل حزم.
النائب العجارمة لم يكتف بتوضيح مسألة الصلاحيات والمرجعيات والواجبات والمسؤوليات، فقد قدّم الرجل مداخلة خلال اجتماع لجنة التربية النيابية وضعت الأمور في نصابها الصحيح، وذلك بتأكيده على أن مجلس النواب هو مجلس الشعب ويُفترض أن يتحدث بلسان الشعب، وليس بلسان أي سلطة أخرى، ومهما حاول البعض إسباغ صفة القدسية على تلك السلطة.
العجارمة أيضا، تمسّك بحقّ الصحفيين والاعلاميين في تصوير وتسجيل لقاء لجنة التربية النيابية، وأكد أن كلّ ما يجري يجب أن يكون على الملأ، وأن يعرف الناس كلّ شيء، هذا بخلاف موقف زميله نضال الحياري الذي طلب من المتواجدين في لقاء النواب بالمعلمين عدم التصوير في مناسبتين؛ بعد ردّ عضو مجلس النقابة باسل الحروب على رئيس لجنة التربية بلال المومني لدى طلب الأخير من النواصرة "الحديث باختصار"، وعندما ردّ الحروب ايضا على إحدى النائبات التي اتهمت مجلس النقابة بعدم الدفاع عن معلمي المدارس الخاصة الذين جرى انهاء خدماتهم بناء على أمر الدفاع رقم (6).
معرفتنا بالنائب العجارمة لا تتجاوز تفاصيل ما حدث اليوم، ولكنها مواقف تستحق الاشادة من بين مواقف كثيرة ايجابية جرت اليوم كان أبطالها النواب (أحمد القطاونة، وعمر العياصرة، وينال فريحات، ومحمد أبو صعيليك) وجميعهم نواب جدد بدأوا بممارسة مهامهم بمنتهى الحرص والمسؤولية الوطنية .