أحقية التعليم



كثيرة هي الدول التي تعاني من انخفاض واضح في مستوى التعليم واتساع رقعة الأمية فيها، ففي الدول النامية والفقيرة يفتقد العديد من هم في سن الدراسة الدخول الى المدارس لتلقي حقهم في التعليم الصحيح، حيث تعاني تلك الدول من شح كبير في تهيأت الظروف المناسبة لإنشاء المدارس وتجهيزها بما يلزم لاستقبال الأطفال الذين هم في سن الدراسة.

يحلم العديد من الأطفال ارتياد المدارس وتلقي التعليم بكل سلاسة واريحية، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها حكومات دولهم، وعدم الاستقرار السياسي في دول أخرى ساعد على تسرب الاطفال من مقاعدهم الدراسية والاندماج في سوق العمل، في حين انخرط أطفال آخرون في صفوف القتال وهجر فكرة الذهاب الى المدرسة.

الدول الفقيرة ليس بمقدورها توفير المنشآت التعليمية للطلاب، والتي تساعد في سد الهوة الكبيرة ما بين شح الموارد المادية والبشرية والمناطق النائية والتي يصعب إقامة مرافق تعليمية فيها، نظرا للفقر المدقع الذي تعيشه أسر أولئك الأطفال، وانعدام طرق التنقل لتوصل الأطفال بمدارسهم، وعدم قدرة حكومات تلك البلاد على توفير الأماكن التعليمية للأطفال وإعدادها الإعداد اللازم، من جهة أخرى يقع على عاتق المنظمات الدولية والإنسانية والمعنية في تقديم الخدمات التعليمية للأطفال، بذل جهوداً مضاعفة لإيصال التعليم لمن هم في سن التعليم، هذا عدا عن عدم قدرة الأسر التي تعيش في الأماكن الأكثر فقرا توفير الوجبات الغذائية الضرورية لأطفالهم، فبالكاد تستطيع تقديم وجبة طعام واحدة أو وجبتين لأطفالهم وبمساعدة المنظمات والمؤسسات الإغاثية العالمية.

المنظمات الإنسانية المهتمة بشؤون الطفل، تحتاج إلى مساعدة مالية عاجلة لتتمكن من تقديم ما تحتاجه الدول الفقيرة من مستلزمات ومعدات وتجهيزات تعليمية، ليتسنى لها انشاء مرافق تعليمية ولو بالحد الأدنى، مع توفير السيولة المهمة لتوفير أجرة المعلم، فالوضع الاقتصادي الضعيف يلقي بثقله على تردي الوضع التعليمي للمعلم في تلك الدول، فقلة أعداد المعلمين والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المعلم، يضطره إلى ارتياد سوق العمل بمهن مختلفة باستثناء التدريس وهي مهنته الأساسية؟!

إن التعليم يعتبر من الحقوق الإنسانية الضرورية للفرد، فمن غير التعليم تغدو المجتمعات ضعيفة هشة يسهل اختراقها من أعداءها ونهب ثرواتها، فلا يتمكن أفرادها من تطوير أنفسهم والنهوض بمجتمعاتهم.