لقد استمعنا الى الكثير من الخطابات الرنانة من رؤساء الحكومات والنواب السابقين واستمعنا الى البيان الوزاري لحكومة الدكتور بشر الخصاونة للأربع سنوات قادمة والذي جاء منسجما مع توجهات جلالة الملك ورؤيته الثاقبة والمتقدمة في كل الظروف والمجالات وسنستمع هذا الأسبوع الى خطابات ممثلي الشعب والتي سيتسم بعضها بالطابع الشعبي والحماسي وستكون جل غايتها دغدغة عواطف الجماهير وإرضاء لبعض رغباتهم المختلفة.

من المتوقع ان تتسم بعض الخطابات بالتشويش والهجوم على دولة رئيس الوزراء وبيانه الوزاري وذكر مواطن الخلل والفساد والمحسوبية التي ترتكبها الحكومات المتعاقبة وسنستمع الى ردود دوله الرئيس والمتضمن تحقيق معظم ما يطالب به ممثلي الشعب وحسب الإمكانيات المالية للحكومة الأردنية وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث مع الحكومات السابقة والحالية واللاحقة وإن الشعب الأردني شاهد وسيشاهد مثل هذه السيناريوهات المتكررة.

في هذا المقام نود تقييم البيان الوزاري لحكومة الدكتور بشر الخصاونة للأربع سنوات القادمة من خلال التحليل العقلي والمنطقي والعلمي اعتمادا على الحقائق التالية:

1-ان الدكتور بشر الخصاونة يحمل ارث ثقيل من الحكومات السابقة والمتعلقة بالمديونية والبطالة والفقر وغيرها من التحديات المتوارثة.

2- ان الدكتور بشر الخصاونة جاء في مرحلة صعبة مرحلة يمر بها اردننا العزيز وهي انتشار جائحة كورونا وما نتج وينتج عنها من اثار جانبية وخاصة الاقتصادية منها.

3- ان الدكتور بشر الخصاونة قد قام وخلال الفترة السابقة بعمل بعض المحاولات الإصلاحية مثل: إقرار زيادة موظفين الدولة ابتداء من عام 2021 ودعم المتضررين من جائحة كورونا من خلال المساعدات المقدمة من مؤسسه الضمان الاجتماعي والمؤسسات الوطنية الأخرى.

4- ان الدكتور بشر الخصاونة حاول ويحاول وقف حظر يوم الجمعة وإصلاح التعليم وعودة الطلبة الى المدارس والجامعات

4- ان الدكتور بشر الخصاونة قد قام بعمل لقاءات تشاورية مع معظم الكتل النيابية مع تأكيده على التزام الحكومة بروح التعاون والتشاركية انسجاما مع خطاب العرش السامي.

5- ان الدكتور بشر الخصاونة قد صرح في بيانة الوزاري التزامه بمبدأ الفصل بين السلطات وفقا لما حدده الدستور

6- ان الدكتور بشر الخصاونة قد صرح في بيانة الوزاري احترام الحكومة للسلطة التشريعية والدور الرقابي لمجلس النواب

7- ان الدكتور بشر الخصاونة قد عقد العزم على تعزيز ثقة المواطن بالحكومة من خلال الإجراءات الشفافة التي سيقوم بتطبيقها مستقبلا. واستعادة ثقة المواطن بجميع سلطات الدولة.

8- ان الدكتور بشر الخصاونة قد وعد في بيانة الوزاري الاهتمام بإنشاء المشاريع الإنتاجية والاستثمارية لإحداث تنمية مستدامه وإيجاد فرص والحد من الفقر والبطالة.

9- ان الدكتور بشر الخصاونة قد أكد على حل القضية الفلسطينية من خلال التمسك بمبدأ حل الدولتين.

10- ان الدكتور بشر الخصاونة قد شدد على دعم القوات المسلحة لحفظ الامن والاستقرار الأردني والعربي والإقليمي.

وبناء على ما تقدم فان هناك مطالب من النواب ووعود من الحكومة لتنفيذ مبدا التشاركية في مواجهة كافة التحديات التي تواجه اردننا العزيز وقد بات المطلوب من النواب الحالين تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية ومراقبة برنامج حكومة الدكتور بشر الخصاونة ومتابعة وتقيم الإنجازات سيتم تنفيذها مرحلة تلو والأخرى ومتابعه الوعود التي لم يتم إنجازها.

اما حكومة الدكتور بشر الخصاونة فالمطلوب منها تنفيذ ما جاء ببيانها الوزاري واجراء تقييم مستمر لإنجازات الوزارات والمؤسسات المعنية ومكافئة من يقوم بإنجاز الاعمال بجد وإخلاص ومعاقبة وانهاء خدمات من يقصر بعملة ويغلب مصالحة الشخصية على مصلحة الوطن وقد اصبح من الضرورة بمكان ان تفكر الحكومة وتضع ضمن اولويتها البدائل المتاحة التي تساعد في تحسين معيشه المواطن والاهتمام بقطاع الزراعة وحماية المزارعين ودعم هذا القطاع للاستمرار في ممارسة قطاع الزراعة الذي يواجه تحديا كبيرا فيما يتعلق بطرقة الإنتاج والترويج التسويق.

اما الشعب الأردني والذي هو مصدر السلطات فالمطلوب منه تحليل خطابات النواب ودولة الرئيس والتأكد من صدق النوايا والافعال ليتم تقييم المرحلة القادمة بموضوعية وعقلانية .