قطر.. تنتصر.. بالصبر والتسامح

 
نحن الشعب العربي نتمنى دائماً أن يكون العقل بديلاً دائماً للغلو وأن تصبح المروئة التسامحية العروبية، الاساس في كل العلاقات وفي كل الازمان والازمات، وعليه يجب أن ندرك وقياداتنا أننا جسم واحد والعطل في أي مكان هو في كل مكان، وهذا هو طريق سليم لبناء اوطاناً آمنة مستقرة، وأجيالاً متعلمة متسامحة، نزرع فيها حب الاخر كشقيق وصديق.
ان الاصل والفطرة بالبشر هو الخلاف، لكن نحن كعرب مسلمين عند المشكلات ولازمات نتسلح بالصبر والحلم والموعظة الحسنة، وهذا ما كان السلوك الواضح لدولة قطر وهو الذي فهم من البعض سلوكاً بغير محله، لكنه كان قمة السلوك الإيجابي الأخوي الذي يبين الاتزان والحكمة والقوة للسياسة القطرية، وقوتها الداخلية، وقدرتها على تجاوز كل الاثار والصعاب، واعطت وسطرت دولة قطر بشعبها وقيادتها حكمة جديدة في السياسة، بأن التعامل مع العدو بالصبر ولكن مع الشقيق بالصبر والتسامح.
وظلت قطر رغم كل الظروف الفائتة منفتحة على الحوار الذي يحافظ على سيادتها ولا ينهش من كرامتها، وأنها استجابت لنداء الاخوة في أكثر من مناسبة وقبلت الوساطة الكويتية التي قادها المرحوم الشيخ صباح الاحمد الصباح وأكدت أيضاً قبولها الحوار بغير شروط.
وهنا اقول أن دولة قطر كسبت الاحترام من الجميع ( عربياً وحتى دولياً) واصبحت مواقفها مفهومة وواضحة، وانجحت بأدواتها الذاتية دبلوماسيتها برسم الشكل المقبول من الجميع للأسس لحل الأزمة مع الاشقاء في دول الخليج دون تدخل أحد أو املائات من هنا وهناك.
انتصرت قطر عند الحصار الذي كشف الطاقات والابداعات الوطنية والتفريق ما بين عداوة العدو، والاختلاف مع الشقيق بحكم الاصول والمبادىء العربية الاصيلة، وأن قطر بهذا تحترم ذاتها قبل كل وأي شيء وعدم ممارسة ما لا يليق ويرقى الى الاخلاق العربية.
نعم انتصرت قطر بالحصار، وانتصرت قطر بصبرها على زمن انحراف بوصلة الاخوة والاشقاء الذين نكن لهم كل الاحترام تحت مبدأ أن الخلاف سمة أدمية تغيب وتحضر.
أما من الجانب الاخر ومبدأ رب ضارة نافعة، فلقد انتصرت قطر اذ توحد الشعب القطري بكل فئاته نصرة لبلده، وبرزت سلوكيات وطنية حول المصلحة العامة ومكانة قطر، وهنا تجلت السلوكيات الوطنية للقطريين بعدم الوقوف عند الصعاب والمشاكل السلبية التي نشأت عن الحصار لا بل وجدنا صموداً بكفاءات قطرية من القيادة والشعب كجبهة واحدة متماسكة استطاعت تحويل الازمة الى قوة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.
ونحن هنا وبكل فخر نحي دولة قطر ونحيي كل الاشقاء الخليجيين وندعو الله لنا جميعاً أن نبقى الاشقاء في السراء والضراء.