ثقة سلسة ومريحة لحكومة الخصاونة.. هل نسجل رقما قياسيا جديدا ؟!
كتب محرر الشؤون البرلمانية - واحد واربعون متحدثا ادلوا بدلوهم حتى الان في مناقشات الثقة تحت قبة البرلمان ،الغالبية العظمى من النواب تحدثوا بلغة تشي باننا امام كسب سلس ومريح للثقة ، و قد يتجاوز الرقم القياسي ١١١ الذي حصلت عليه حكومة سمير الرفاعي ، وهذا السيناريو يحدث اذا ما اريد له ان يكون ،ولا يوجد ما يحول دون حصول حكومة الخصاونة على ١٢٠ صوتا من اصل ١٣٠ هم العدد الكلي لاعضاء مجلس النواب الاردني .
اذا ما افترضنا ،نظريا، ولغايات توضيح الاختلال فقط ، ان مجلس النواب يعكس نبض الناس وارادة الامة ، فلا نعتقد ابدا ان هذه الحكومة، بهذا البيان الوزاري الانشائي غير المنضبط وغير القابل للتنفيذ،قد تحصل على ثقة مجلس النواب (٥٠٪+١) ، ولكن ما يحدث على ارض الواقع ، عمليا ، انه كلما زادت حدة انتقادات الناس واستيائهم من الحكومة المعينة ، تحوز على ثقة اكبر من السادة النواب، وهذه في الحقيقة مفارقة لا تحدث الا في بلادنا .
بالمقابل ، تخيلوا السيناريو التالي ، وذلك فقط لغايات الذهاب بعيدا في فانتازيا الاشياء لبيان حجم الارتهان ، و وصف مأزق صناع القرار اليوم ، تخيلوا ان مراكز القرار تضغط على النواب اليوم ليحجبوا الثقة ، حتى لا تحصل الحكومة على ثقة بارقام مرتفعة ، وتحطم الارقام القياسية ، فتحرج هذه الارقام الحكومة واجهزتها !!!
يوم غد الاحد ،سيستكمل النواب مناقشاتهم الاستعراضية، وقد يستمر ذلك حتى مساء يوم الاثنين القادم الذي من المتوقع فيه ان يجري التصويت على الثقة ، وقد يتطلب الامر ارجاء التصويت الى صباح الثلاثاء على ابعد تقدير .
المهم ، ان لا مفاجآت ستقع عند التصويت ، وان الجدل يدور في مراكز صناعة القرار على عدد مانحي الثقة من النواب ، نعم ، وصلنا الى هذه المرحلة ، كل ما يجري في مجلس النواب اليوم لا يثير فضول الناس، و دليلنا على ذلك ان الناس لم تعد تعبه بكل ما يحدث من تسخين مفبرك ،و مساجلات ديكورية لا تنطلي على احد ، الناس تجاوزت هذا الفصل المسرحي الممجوج ، وهي تنتظر الرقم النهائي للثقة الذي سيجري التوافق عليه، كونه يعكس الكثير من المعاني والدلالات لدى الشارع ونخبه .
على السلطة التنفيذية ان تقرأ اتجاهات الرأي العام الاردني جيدا ، عليها ان تدرك علامات التحول في عناصر الصورة و الوانها ، لا يجوز ان يستمر تجاهل الانطباعات التي تتشكل ، ليس من الحكمة بمكان ان تضرب السلطات ردود الفعل بعرض الحائط، فمهما بلغت سطوة ادواتها، فانها لن تتمكن من منع تسونامي الغضب اذا ما عصفت امواجه الهادرة بالبنى الكرتونية التي تتراءى لكم قلاعا حصينة لا يمكن اختراقها . ارجوكم ، لا تحاولوا تحدي الحتميات التاريخية .