الادارة الامريكية الجديدة


مازال الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته والذي مازال دستورياً رئيس للولايات المتحدة الامريكية لغاية تسلم الادارة الجديدة برئاسة جو بايدن الناجح في الانتخابات الرئاسية ،متعنت وغير متقبل للخسارة ويخوض معارك قضائية لاثبات ان الانتخابات التي خسرها شابها الشكوك والتزوير وهذا كله رغم تصويت المجمع الانتخابي وحصول الفائز بايدن على 306 من مجموع 538 صوت .

الان وبعد ظهور النتائج وفوز جو بايدن من خلال اصوات المجمع الانتخابي ،والذين قاموا منتصف هذا الشهر ديسمبر يكون بايدن قد حسم الفوز له رسمياً واصبح الرئيس 46 السادس والاربعين المنتخب فعلياً للولايات المتحدة الامريكية .

وهذا ما تم تاكيده من خلال مصادقة الكونجرس على هذه النتائج ، رغم بعض المشاغبات التي تؤثر على صورة امريكا الديمقراطية والتي ظهرت من خلال اقتحام الكابيتول و المظاهرات المدفوعة.

لاشك ان جو بايدن ليس افضل المتواجدين والسياسيين الديمقراطيين ،ولكن الحزب عندما رشحه لخوض انتخابات الرئاسة نظر الى تاريخ سجله السياسي الحافل وبذات الوقت اعتمد على مقولة (الدهن بالعتاقي) حتى يتمكن الديمقراطيين من العودة للحكم .

ان المتابع لمعركة الانتخابات الرئاسية لاحظ ان بايدن كان نشيط ،خلال حملته الانتخابية والتي كانت مقيدة بسبب كوفيد 19 الا انه ذهب الى التجمعات البعيدة التي لم يذهب لها ترامب ولا حتى المرشحة الديمقراطية السابقة هيليري كلينتون وركز خلال الحمله على الشباب والاناث والاقليات العرقية وخاصة الامريكان ذو البشرة السمراء ،الذي استعطافهم ونال القدر الاكبر من اصواتهم ،وما ساعده بشكل اضافي هو اختيار كاميلا هارتس نائب للرئيس وهذه المعطيات ساهمت في فوزه بالرئاسة من خلال الحصول على 306 ثلاثمائة وست اصوات من مجموع المجمع الانتخابي .

ان السياسية الامريكية الخارجية لن تكون نشطة خلال العام الاول الا من حيث ملفات اتفاق المناخ والاتفاق النووي الايراني ،اما فيما يتعلق الخطر الروسي وسيطرته على بعض الملفات الدولية و تصدر تركيا للمشهد الاوروبي ومناكفة الصين ومتابعة كوريا الشمالية ،ومحاولة اعادة احياء مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية ، حيث ان العام الاول سوف يكون لترتيب البيت الداخلي الامريكي والعمل على الملفات الاقتصادية ومحاربة فايروس كورونا وتهدئة الشارع الامريكي المنقسم واعادة ضبطه حيث انه لم يشهد الانقسام الحاصل الان بالشارع منذ استقلال الولايات المتحدة الامريكية ،وعليه اعتقد ان الرئيس الجديد سوف يكون متريث بالملفات الخارجية والتي سوف يشبه تعامله معها كما تعامل الرئيس اوباما خلال حقبة رئاسته حيث ان الرئيس بايدن لن يخرج عن عباءة اوباما في كثير من الملفات سوء الداخلية أو الخارجية.