الف سلام وتحية لام عدي
"ام عدي" لم تكن في نقابة الصحفيين مجرد موظفة عادية. روح النقابة و قلبها النابض، ودينمو الوصل والربط بين الصحفيين ونقابتهم. والابتسامة الدافئة والقلب الهادي، تعرف عن ظهر قلب ملف كل زميل في النقابة، موعد الاشتراكات والتأمين الصحي، و حتى اسرار امراضنا تعرفها، سكري وضغط، ودهنيات ثلاثية، وامراض قلب. لا يفوتها خبر او طالع خبر عن أي زميل .
ازور النقابة في العام مرة او مرتين، واكثر اذا ما وقع اعتقال وتوقيف لزميل وشاء القدر ان أشارك في الاعتصام الاحتجاجي، واول ما اذهب الى مكتب "أم عدي" - الله يسهل عليها- ويمكن اني لا اعرف غيرها في النقابة، وفي اقل من دقيقة تكن ابلغتني عن كل التفاصيل المتعلقة باموري النقابية السنوية. وتتفاجأ انها تقرأ كل الصحف ولا يفوتها مقال صحفي، وتعلق وتبدي رأيا وملاحظة، ومشورة.
الان تشعر بالغربة والوحشة في النقابة. فكم خسرنا وفقدنا "ام عدي"، وحقيقة هناك شخوص في مواقع العمل ان لم يكونوا مدراء ومسؤولي الصف الاول الا انهم مؤثرون وصناع واجب ومسؤولية وبصمة، ويخلفون فراغا مدويا عندما يتركون مواقعهم، ومن الصعب ان يملأ مهما جاؤوا ببدلاء بسير وألقاب وظيفية رفيعة المقام.
والف سلام و تحية لام عدي .