لماذا يحرم هؤلاء الاطباء من شهاداتهم ؟!

 
 
خطوة للامام عشرة للخلف ،هو بأختصار حال وزارات الدولة ودوائرها ، ومرد ذلك بكل تأكيد ،ودون ادنى شك ،عائد بشكل رئيس الى غياب المؤسسية في ادارة شؤون الدولة ، على الاقل من وجهة نظر شخصية .
وتشكل رسالة المناشدة التي بعثها (٥٠) طبيبا ، الى وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات ، نموذجا واضحا صارخا لغياب المؤسسية ويستطيع كل من يطلع على مناشدة هؤلاء الاطباء ان يستخلص من مضمونها ما يشاء من الدلالات على سوء الادارة ،او ان شئت ادارة السوء، فما هي حكايتهم ؟.
يقول الاطباء في رسالة المناشدة الى وزير الصحة والجهات الاخرى المعنية في قضيتهم : " تم قبلونا في برنامج دبلوم طب الاسرة بتاريخ ١٨/٤/٢٠١٩ .وكان مدة الدراسة عام كامل وتم افتتاح الدبلوم في زمن معالي الدكتور غازي الزبن وكانت رئيسة الاختصاص دكتورة مي الحديدي و مع مرور اشهر من بدء الدبلوم استلم الوزارة معالي الدكتور سعد جابر و استلمت الاختصاص الدكتورة امل ابو شنب وقمنا بتوضيح البرنامج لهما واتت الكورونا وانهينا متطلبات الدبلوم و لم نستلم الشهادات و بعد ذلك استلم الوزارة معالي الدكتور نذير عبيدات وتم التواصل معه وشرح البرامج مع رئيسة اختصاص الاسرة الحالية دكتورة جما وتواصل مباشرة مع منظمة الصحة و وعدونا خيرا ".
ويتابع الاطباء :"انتظرنا و طال انتظارنا ولا زلنا ننتظر نريد من المسؤولين في وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية انصافنا و تسليمنا شهادة دبلوم طب الاسرة " .
يا الاهي كم هو عصي على الحل حال هؤلاء الاطباء حتى يحتاج للشرح والتوضيح الى وزيرين ورئيسي اختصاص طب اسرة ،ومع ذلك تبقى القصة معلقة !!.
اكاد لا اصدق ،هل في الامر لغز ،لا اعتقد ذلك المسألة متناهية في البساطة والوضوح ، خمسون طبيبا التحقوا اصوليا بتنسيب من مسؤوليهم في برنامج مدته عام ، عقدته الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ودعمها وتحت اشرافهما ومتابعتهما ، للحصول على الدبلوم، وأنهوا المدة المقررة ومن حقهم الحصول على شهادة بذلك ،فلماذا كل هذه المماطلة والانتظار؟.
نعم في ظل غياب المؤسسية يحدث العجب العجاب اذ لاحظوا بداية تغير رؤساء اختصاص طب الاسرة خلال فترة زمنية وجيزة ! ثم لماذا يحتاج الاطباء الى شرح برنامج الدورة التدريبية لكل وزير ورئيس اختصاص ! وافهم ان توضيح البرنامج للمسؤولين الجدد يهدف الى اقناعهم بالبرنامج ! وماذا لو لم يقتنع ايمكن ان يلغي البرنامج ! يبدو ان ذلك يمكن ان يحدث اذا لم يقتنع المسؤول الجديد !.
واستغرب كيف تعامل الوزارة اطبائها على هذا النحو ، وتحرمهم من حقهم في ابسط الامور ،وهم الذين يستحقون الاحترام والتقدير ،لا سيما انهم يحملون عبئا ثقيلا ، يتعاظم اليوم وهم يخوضون المعركة الشرسة مع فيروس كورونا .
يناشد الاطباء وزيرهم بمنتهى الادب واللباقة والاحترام ،وهم للحقيقة لا يطلبون المستحيل ،بل حقهم ليس اكثر بعد ان امضوا " سنة كاملة (١٢ شهر )من السهر و التعب والامتحانات لا تعد ولا تحصى بداية من القبول لغاية انتهاء البرنامج " كما جاء في رسالة المناشدة الموجهة الى وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات ،فهل يستجيب ونحتفل قريبا بتسليم الاطباء شهاداتهم بعد طول انتظار غير مبرر ؟ ! نأمل ذلك وهو اقل الواجب .
وكان وزير الصحة الأسبق الدكتور غازي الزبن اطلق برنامج دبلوم الاسرة عن بعد في احتفال كبير لاهميته بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن واعلن انذاك انه تم " اتخاذ الترتيبات والمتطلبات اللازمة لاطلاق البرنامج ..الذي من شأنه رأب الفجوة وتلبية الاحتياجات من الاطباء الذين يحصلون على التدريب العلمي والعملي في مجال طب الاسرة ".
وحول البرنامج وقيمته واهميته، فقد اكدت ممثل منظمة الصحة العالمية في الاردن الدكتورة ماريا كريستينا بروفيلي انه "يساعد الاردن على ايجاد جيل جديد من الاطباء العامين الذين سيسهمون في تقوية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى ".
ويكتسب طب الاسرة اهمية بالغة في العالم ، ويشير الدكتور محمد رسول الطراونه في تصريحات سابقة الى نسبة اطباء الاسرة في بريطانيا تصل الى 50% من اجمالي الاطباء و45% في كندا و40% في اسبانيا. بينما لا تتجاوز نسبة اطباء الاسرة في المملكة 2% فقط من اجمالي الاطباء وهو مؤشر متواضع جدا يحتاج لتكثيف جهود القطاعات الصحية وفي مقدمتها وزارة الصحة لزيادة عدد اطباء الاسرة” .