استمرار "التعليم عن بعد" في الصين للطلاب الدوليين
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، ما زالت الصين تركز على دعم المجتمعات وبناء الطاقات البشرية ومد أواصر الصداقة والتعاون من خلال منح جامعية (كلية وجزئية)، في وقت ما زال طلاب كثيرون عالقون في بلادهم ولا يستطيعون العودة بسبب فيروس الكوفيد-19 وما تبعه من إجراءات الحجر أو عدم دخول بلادهم للقوائم الخضراء، ولكن الصين استمرت بتقديم هذه المنح من خلال توفير خدمة التعليم عن بعد "أون لاين"، للطلاب الجدد والحاليون، والبالغ عددهم أكثر من (0.5) مليون طالب أجنبي.
قد لا تكون خدمة "التعليم عن بعد" ما يرغب به الكثير من الطلاب الأجانب، ويطالبون بنظام التعليم التقليدي (الوجاهي)، ولكنها أفضل الموجود حالياً، بضل استمرار عدو العولمة (الكوفيد-19)، وتؤمن لهم فرصة استكمال دراستهم وعدم الانقطاع، مما يوفر الوقت الثمين للطلبة، بالطبع من خاض تجربة الدراسة بالصين وتعرف على ثقافتهم ومجتمعهم وكون صداقات العمر، يرغب بكل تأكيد بالاستمرار في الدراسة بشكل تقليدي (من خلال الانتظام على مقاعد الدراسة)، ولكن التوجه العالمي اعتمد التعليم عن بعد "كأداة" لتقليل انتشار الوباء، وكطريقة لمساعدة الطلاب الدوليون باستكمال دراستهم.
كطالب دولي حالياً يحاول إكمال درجة الدكتوراة برفقة نصف مليون طالب دولي بالصين، وأكثر من (5) ملايين طالب دولي في العالم، أتمنى أن تزول هذه الشدةَ، وأن تعود المياه لمجاريها، وأن نستطيع العودة لمقاعد الدراسة، ومع تسجيل اللقاح الروسي والأمريكي والصيني، ووجود بوادر إيجابية للقاحات أخرى من شتى دول العالم المتقدم، فإن الظلال القاتمة التي طالت الجميع قد تنتهي قريبا.
ولكن تبقى معضلة الطاقة الإنتاجية للقاح التي لا تكفي الجميع، حتى لو حدث تعاون على مستوى المجتمع الدولي وبين ائتلافات الشركات فإن توفير اللقاح للعالم أجمع قد يحتاج على الأقل عامين وأكثر، بالتالي ستعتمد أولويات لمن يعطى اللقاح، وكما هو معلوم ستكون لخط الدفاع الأول من الكوادر الطبية والأمنية والتعليمية، بالإضافة للحلقة الأضعف من كبار السن، يتبعها من يحتاج التنقل لاستمرار عمله أو دراسته، كرجال الاعمال والطلاب الدوليون والمغتربون والعاملون على خطوط الامدادات، ثم المجتمعات المدنية وأخيراً المجتمعات الريفية، مما يبشر بعودة قريبة على أساس الأولوية و أتمنى أن لا تتجاوز الربع الثاني من العام القادم حتى نستطيع العودة قبل بداية الفصل الأول من العام 2021.
بالنهاية، ما تقوم به الصين ودولاً عديدة، من استمرار تقديم المنح وقبول الطلاب في جامعاتهم ودعم فني لإنجاح تجربة "الدراسة عن بعد" جهد يشكرون عليه، لتمكيننا من الاستمرار في الدراسة وعدم الانقطاع عنها، وتتواتر أنباء من العديد من الأصدقاء في عدة دول عن عودتهم الى الدراسة التقليدية، ولكن في ظل استمرار هذا الوباء والسلالات الجديدة من الكورونا، فما هي الخيارات المتاحة للطلاب الدوليين والدول المستضيفة؟ وهل سيتم تخريجنا عن بعد كما حصل مع من تخرجوا الفصل الماضي؟