علماء ربما اكتشفوا "إكسير الشباب" الذي "يمحو التجاعيد" وقد يعكس تدهور الدماغ!

طور باحثون علاجا جينيا مجددا لبشرة الإنسان لديه القدرة على جعل "الشيخوخة ظاهرة قابلة للعكس".

وبهذا الصدد، تحدثت RT مع العالم الرئيسي، البروفيسور كوانغ هيون تشو، حول هذا الاختراق المذهل.

واكتشف العلماء في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) طريقة لجعل خلايا الجلد "تنمو أكثر شبابا". ويزعمون أن التقنية الأصلية يمكن استخدامها "لعكس عملية الشيخوخة والوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وإطالة العمر الافتراضي".

ومتحدثا إلى RT من جامعة KAIST، قال البروفيسور هيون تشو، العالم الرئيسي في الدراسة، إن رؤية الجلد المتجدد في المختبر كان "مثيرا"، وأضاف أن التقنية المكتشفة حديثا "لا تنطبق فقط على جلد الإنسان ولكن أيضا على الجسد كله".

 

ووصف البروفيسور تشو أسلوبه المطوَّر حديثا بأنه "يفتح الباب لجيل جديد ينظر إلى الشيخوخة على أنها ظاهرة بيولوجية قابلة للعكس". وهو يعتمد على استخدام التثبيط الكيميائي والتداخل الجيني "لإيقاف" الجزيء الذي يجعل الخلايا تتقدم في العمر. وتمكن الباحثون من "تنشيط" خلايا الجلد في المختبر وتجديد قدرتها على الإصلاح والانقسام إلى نسخ أحدث من نفسها.

وأظهرت النتائج أنه تم تجديد الوظيفة العامة لأنسجة الجلد، ما يمنح البشرة كمية صحية من الكولاجين والألياف المرنة، وتخليص الأنسجة من التجاعيد.

استفادة من البشرة الشابة

ومن الواضح أن صناعة الجراحة التجميلية المزدهرة في كوريا الجنوبية حريصة على استغلال أي دواء جديد يعد بجعل خطوط الفكين المتراخية والبقع العمرية والجبين المجعدة، شيئا من الماضي. ومع وجود ما يقدر بنحو 700 مليون شخص فوق سن الستين، لا يمكن إلا أن تزداد الرغبة في أن تكون شابا إلى الأبد.

وبدأت شركة مستحضرات التجميل Amorepacific ومقرها سيئول، في تطوير التكنولوجيا بشكل أكبر بمساعدة علماء من KAIST.

وقال مدير البحث والتطوير في Amorepacific،بارك وون سوك، إن هذا البحث المشترك سمح للشركة بمعرفة ما إذا كانت التقنية لديها القدرة على "عكس عملية الشيخوخة في الجلد". وأضاف أن مؤسسته ستستمر في البناء على البحث "لتحسين تقدم الشيخوخة الذي كان يُعتقد سابقا أنه مستحيل".

وتشهد Amorepacific بالفعل فوائد هذا التعاون مع ارتفاع سعر سهمها بشكل مضطرد منذ الإعلان في أواخر نوفمبر.

وضُخّم ارتباط العالم بالمظاهر الخارجية من خلال إدماننا لمواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن أن تتصدر كوريا الجنوبية قائمة المتصدرين لثقافة "مريض الجمال" اليوم، وهو مصطلح صاغه البروفيسور رينيه إنجلن، عالم النفس الأمريكي، الذي وصف الميل المتزايد لوضع الجمال على رأس جدول الأعمال الشخصي للفرد.

ووصل التركيز على الجمال قبل كل شيء إلى معدلات وبائية في كوريا الجنوبية، ما يؤثر بشكل خاص على النساء، ولكن أيضا على عدد متزايد من الرجال الأصغر سنا.

وكان هناك ارتفاع في الطلب على الجراحة التجميلية طوال جائحة الفيروس التاجي، حيث يستخدم العديد من الكوريين منشوراتهم التحفيزية لـ"كوفيد-19"للحصول على القليل من الثنيات. ويستفيد الباحثون عن الكمال الجمالي من أقنعة الوجه الإلزامية والبقاء في المنزل، معتبرين إياها فرصة مثالية لإنجاز بعض الأعمال.

وكشفت إحصاءات عام 2019 الصادرة عن الجمعية الدولية لجراحة التجميل (ISAPS) أن كوريا الجنوبية لديها أعلى كثافة لجراحي التجميل في العالم، حيث خضع ما يقدر بنحو 60% من الإناث في العشرينات من العمر لإجراء تجميلي.

إقرأ المزيد
علماء صينيون يطورون علاجا جينيا لإطالة عمر الفئران قد ينجح على البشر
علماء صينيون يطورون علاجا جينيا لإطالة عمر الفئران قد ينجح على البشر

هل هناك عيوب؟

نظرا لأن الانقسام الخلوي غير المنضبط يمكن أن يؤدي إلى تكوين أورام خبيثة، فقد سُئل البروفيسور تشو عما إذا كانت هناك أي مخاوف من أن "إيقاظ" الخلايا الشائخة يمكن أن يسبب السرطان.

وقال إن خلايا الجلد المعدلة وراثيا ستكون قادرة على التجدد، دون أن تتحول إلى سرطانية، وكشفت تجاربه أن "الخلايا تكاثرت بأمان عند إشارات النمو الخارجية". وعندما لا يتم تلقي إشارات نمو خارجية، "ماتت الخلايا بسبب موت الخلايا المبرمج"، الذي يحدث بشكل طبيعي عندما يكون جسم الإنسان في مرحلة نموه المبكرة. وبهذه الطريقة، يقول إن الجلد لن يحتوي على "خلايا شيخوخة" يمكن أن تسبب التهابا في محيطها.

ويمكن أن تكون هناك تكلفة كبيرة في نقل الإجراء الحالي إلى المرحلة حيث يمكن استخدامه في العمليات الجراحية. ويمكن أن يكون نهجه الجديد جاهزا للسوق في غضون "خمس إلى سبع سنوات، اعتمادا على نجاح التجارب المستقبلية".

ومع ذلك، يدعي أنه بحلول ذلك الوقت "سيكون قادرا على استبدال الجراحة التجميلية الحالية لتخفيف التجاعيد". وربما الأكثر إثارة، مع مزيد من التطوير، وأن الطريقة قد "تعكس فقدان العضلات وتدهور الدماغ" ويمكن حتى استخدامها "كعلاج مضاد للسرطان".

ومع ذلك، فإن عامل التكلفة الذي ينطوي عليه الأمر قد يبرز الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، ناهيك عن عدم وضوح التمييز بين الشباب وكبار السن.

المصدر: RT