وزارة الصحة امام تحدي الوصول الى المناعة المجتمعية ..المؤشرات ليست مبشرة
احمد الحراسيس - أبحر وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات ومسؤول ملفّ كورونا الدكتور وائل هياجنة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقداه في رئاسة الوزراء يوم أمس، بعيدا عند حديثهما عن لقاح كورونا ومجريات برنامج التطعيم الوطني، فيما قفز المسؤولان الرسميان عن السؤال البديهي الذي يدور في ذهن غالبية الأردنيين ممن سجلوا لأخذ اللقاح، متى سيصلنا الدور؟!!
المسؤولان، اللذان لا ننتقص من جهودهما في ملفّ كورونا، تحدثا عن كميات جديدة يؤمّل وصولها خلال الأسبوعين القادمين من المطعوم، وركّزا على دعوة الأردنيين للتسجيل عبر المنصة الخاصة بذلك من أجل أخذ اللقاح، وضرورة الالتزام بأخذ الجرعة الثانية، فيما تناسى الوزير وأمينه العام الحديث عن الكيفية التي سيتم عبرها اعطاء اللقاح لأكثر من 300 ألف شخص سجّلوا اسماءهم لهذه الغاية ؟ و الاطار الزمني الذي سيتم خلاله تأمين هذا العدد المهول باللقاح؟
المشكلة، أن الوزارة تبذل جهدا كبيرا لاقناع الناس بالتسجيل عبر المنصة، لكنها لا تتخذ أي اجراءات تُحدث فارقا في أعداد الأشخاص الذين يجري تطعيمهم يوميا.
لا يمكن أن تكون وزارة الصحة راضية عن عدد المطاعيم التي يجري حقنها يوميا، حيث لا يزيد العدد كما اكد المسؤولون عن (2500- 3000) شخص في اليوم، خاصة أن الهدف المعلن هو تشكيل مناعة مجتمعية من خلال تطعيم (60%) من قاطني الأردن، في ظلّ اصابة أكثر من (320) ألف مواطن بالفيروس.
استمرار العمل بنفس الوتيرة يعني استحالة الوصول الى النتيجة المطلوبة، فالمطعوم يعطي مناعة من (5-6) أشهر كحدّ أقصى، ويجب تطعيم 4.5 مليون خلال هذه الفترة، أي بواقع (30) ألف شخص يوميا، لكن ما تقوم به الوزارة هو تطعيم (3) آلاف يوميا فقط! الا يعتبر هذا ضربا من ضروب العبث ؟! نريد خارطة طريق واضحة وعلى وزارة الصحة ان تكون اكثر شفافية في هذه المسألة تحديدا..
الجهود التي تبذل عظيمة ، وخاصة من وزير الصحة وكوادر الوزارة جميعا ، ولكن يبدو اننا امام اختبار حقيقي لمدى استعدادنا لانهاء هذه الازمة ،مدى جهوزية الادارة الحكومية لتجشم هذه المهام كما يجب ،نحن بامس الحاجة الى الانتباه لجميع التفاصيل ، و تجاوز كافة العراقيل وصولا الى الوقت الذي نعلن فيه تجاوزنا هذه المحنة ..