كورونا تقف عائقا أمام تعليم اللاجئين في الأردن
بديعة الصوان -
جعل فيروس كورونا كل الأماكن التي اعتدنا أن نتجمع بها ساكنة، مدارس وجامعات فارغة، مقاهي ومكاتب مغلقة، "كورونا" تسببت في تعطيل تعليم الأطفال في كل أنحاء العالم وكانت حملاً ثقيلاً على اللاجئين وأضافت تحديات كبيرة عليهم وخاصة على هؤلاء الذين يعيشون في دول "العالم النامي".
"إغلاق المدارس أثقل كاهلنا، وأضاف أعباء مادية كبيرة علينا تتمثل في قلة الأجهزة الذكية التي يحتاجها أطفالي لمتابعة تعليمهم عن بعد" بهذه العبارة بدء أبو محمد لاجئ سوري الحديث عن معاناته في تعليم أبناءه الأربعة عن بعد.
أبو محمد عندما يذهب لعمله كان يترك هاتفه في المنزل مع أبناءه لاستكمال تعليمهم حيث يقول "اضطررت لفعل ذلك بسبب قلة الإمكانات المتاحة وخوفاً من أن يتأثر مستوى الأطفال وتحصيلهم العلمي وخاصة أنهم في المراحل الأساسية".
أما علي فهو يرى أن وضعه أفضل من غيره حيث يجيد القراءة والكتابة الأمر الذي ساعده في مساندة تعليم أطفاله الثلاثة، على حد قوله . مضيفاً ان التعليم هو السبيل الوحيد والسلاح الاقوى لأنسان فقد وطنه، اذا فقد ذلك السلاح ستكون كارثة.
"أكثر ما يرهق هو عدم متابعه بعض المدارس لتعليم الاطفال والإعتماد بشكل كلي على منصة وهي شيء جديد علينا بالاضافة إلى االانترنت الذي أضاف أعباء مادية جديدة علينا" يقول علي.
الناطق الإعلامي باسم مفوضية اللاجئين محمد الحواري قال "التعلم عن بعد من أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين في ظل جائحة كورونا، فهناك الكثير من العائلات التي لا تملك التعليم الكافي الذي يساهم في مساعدة أبنائهم في هذه الظروف الصعبة".
معظم اللاجئين لا يملكون أجهزة ذكية ولا يتمكنوا من الوصول إلى الانترنت، وهو أحد أهم الأسباب لصرف مساعدات لمساندة تلك المتطلبات، يقول الحواري .
أشار الحواري إلى أنه يتم الشراكة مع منظمات عدة بالإضافة لوزارة التربية والتعليم والعمل على إيجاد حلول ليستطيع اللاجئون الحصول على تعليم أفضل.
ويؤكد مدير إدارة الإشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتور رائد عليوة على أن هناك تعاون مستمر بين الحكومة والجهات الخاصة والدول المانحة لتسهيل عملية التعلم عن بعد على اللاجئين .
وأوضح عليوة أن هناك تحديات تعمل الوزارة على تذليلها ضمن خطط مدروسة، تتمثل تلك التحديات في عدم اكتراث بعض أولياء الأمور والطلبة لعملية التعلم عن بعد وضعف إمكانيات لدى الطلبة.
وأشار إلى أنه لا يملك إحصائيات حول عدد الطلبة اللاجئين الذين يدخلون إلى المنصة ويتابعون تعليمهم وعدد من اجتاز الاختبارات الفصلية.
في ذات الوزارة وعلى لسان مدير ادارة التعليم الدكتور سامي محاسيس "هذه العام وكاستثناء بسبب جائحة كورونا، تم السماح لجميع الطلبة المقيمين في المملكة الدخول للمدارس والمنصات، وتم إعطاء مهلة ستة أشهر لنهاية الفصل الدراسي الأول لإكمال الوثائق والأوراق المطلوبة".
من جانب أخر قالت الخبيرة التربوية عائدة وكيلة، "التعلم عن بعد كان بديلاً عن التعلم التقليدي لجأنا إليه في ضل ظروف استثنائية، فلا يوجد لدينا طلاب مهيئين لذلك ولا معلمين مدربين".
وأضافت وكيلة أكثر ما يقلق في التعلم عن بعد هو أن يساهم في تكريس مفهوم "التفاوت الطبقي" بين أفراد المجتمع الواحد، فالطبقة الغنية تستطيع تأمين متطلبات التعلم عن بعد، أما أبناء الطبقة الفقيرة واللاجئين لا يوجد أمامهم سوى المدارس الحكومية للتعلم.
التعلم ما قبل كورونا
هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أوضحت إن غالبية الأطفال السوريين في الأردن لا تتاح لهم فرصة الالتحاق بالمدارس الثانوية، بعد قرابة عقد من بدء وصول اللاجئين السوريين إلى البلاد.
تحدث التقرير عن أن ما يقارب 233 ألف لاجئ سوري في سن الدراسة في الأردن يواجه عقبات متعددة أمام التعليم تكون أكثر حدة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما، من ضمنها عمالة الأطفال وزواج الأطفال بدافع الفقر، ونقص وسائل النقل المدرسية بتكلفة معقولة، والسياسات الحكومية التي تحد من الوصول إلى التعليم، ونقص التعليم الشامل الذي يُبقي على الأطفال ذوي الإعاقة خارج المدارس.
بالإضافة إلى أن معدلات الالتحاق انخفظت حوالي 90% في الصفوف الابتدائية و25 - 30% في المرحلة الثانوية.
أرقام مفوضية اللاجئين تتحدث عن ما يقارب 28 إلف طالب وطالبة في مخيمات اللجوء السورية "الزعتري والأزرق"، يواجهون صعوبات في متابعة تعليمهم عن بعد إغلاق مدارسهم والبالغ عددها 47 مدرسة بسبب جائحة كورونا.