قضية زينة كنجو: هل يعطي النجوم صورة مغايرة عن حياتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي؟

ماتزال وسائل التواصل الاجتماعي، تضج بتفاصيل مقتل عارضة الأزياء اللبنانية زينة كنجو، التي وجدت مقتولة خنقا في منزلها الزوجي في بيروت، يوم السبت 30 يناير/كانون الثاني الماضي، حسب تقرير الطب الشرعي، والذي قال إن الوفاة تمت "بكتم النفس".

ورغم أن معظم وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، تتحدث عن أن زينة كنجو، قتلت على يد زوجها، الذي قيل إنه غادر لبنان بعد الجريمة، إلا أنه لايوجد أي تأكيد رسمي حتى الآن لهذه الرواية، ولم يوجه القضاء اللبناني اتهاما له بهذا الشأن.

بعيدا عن الملابسات

بعيدا عما أثارته تفاصيل تلك الجريمة، بشأن العنف الأسري، فإن القضية كشفت في جانب منها، تلك الصورة الوردية، التي يعطيها النجوم عن حياتهم الخاصة، في استجابة لإغراء مواقع التواصل الاجتماعي، وزيادة متابعيهم والمعجبين بهم، وما إذا كانت هذه الصورة في معظم الأحيان، تتسق مع الواقع الذي يعيشونه.

فعارضة الأزياء اللبنانية الشهيرة، كانت تحرص دوما، على التعبير عن سعادتها مع زوجها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الثالث من تموز/ يوليو الماضي، قالت كنجو في تغريدة لها "عندما يعطيك الله أكثر مما تستحق ويعطيك أرق زوج في العالم وأحن رجل على الأرض. بحبك يا عمري".


وربما تبدو تلك الصورة، التي تنضح بها كلمات العارضة القتيلة، متناقضة تماما مع ما يتكشف من معلومات، حول حياتها الخاصة بعد مقتلها، إذ نقلت عدة وسائل إعلام لبنانية عن والد الضحية، محمد كنجو، قوله إن ابنته كانت تتعرض للضرب على يد زوجها، مما دفعها لإقامة دعوى تعنيف أسري ضده، سعيا وراء الإنفصال عنه، وهو نفس الكلام الذي تحدث به محامي الضحية الذي قال إن "الضحية كانت تتعرض للعنف من زوجها وإنها قدمت شكوى رسمية لتعرضها للعنف قبل فترة" مضيفا أنها "كانت بصدد تقديم دعوى طلاق لكنها ماتت قبل أن يتم ذلك".

تناقضصارخ

وتمثل قضية كنجو بالنسبة لكثيرين، حالة واضحة لمدى التناقض، بين الصورة التي يقدمها النجوم على وجهة الخصوص، والناس العاديون بشكل عام، عن حياة شخصية هانئة وسعيدة يعيشونها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يكون الأمر على النقيض تماما في واقع الحياة.

ويتحدث بعض المختصين بوسائل التواصل الاجتماعي،عن أن هناك قناعة متنامية، بأن الأشخاص لاينشرون عبر حساباتهم، سوى النصف الإيجابي فقط من حياتهم، بينما يخفون ما يعيشونه في الواقع من سلبيات، وكما أن ذلك يمثل تزييفا، بالنسبة لمن ينشرون الصورة غير الحقيقية عن حياتهم، فإنه في نفس الوقت يؤدي إلى احساس بالاحباط والحسد، بالنسبة لمن يتابعون تلك الصورة، ويبدأون في عقد مقارنات بين حياتهم وحياة الآخرين.

ويصل الأمر ببعض النجوم والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى حد النرجسية المرضية وفقا لمختصين، ويعتبر هؤلاء المختصون، أن هناك قدرا طبيعيا لدى الأشخاص العاديين من البحث عن الاهتمام، من قبل المجتمع المحيط، والحصول على الإعجاب من قبل مجتمع "السوشيال ميديا"، لكنه يتحول في بعض الأحيان لدى البعض، إلى حالة مرضية،من حيث الإفراط في إعطاء صورة مثالية عن الحياة الخاصة.

الهوس بالمتابعين

والمتابع لطبقة النجوم والمؤثرين، على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يرصد عبر عدة حوادث وقضايا، مدى الهوس الذي يمثله الحصول على أكبر كمية من المتابعين، على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو مايدفعهم في بعض الحالات إلى ارتكاب أخطاء، ربما يعاقب عليها القانون.

وكانت قضية "اليوتيوبر" المصري الشهير أحمد حسن وزوجته، قد أثارت جدلا واسعا، بشأن المدى الذي يمكن أن يمضي إليه نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، في طريق سعيهم للحصول على مزيد من المتابعين عبر تلك الوسائل.

وضمن تلك الحادثة التي وقعت أواخر العام الماضي، ألقت السلطات المصرية القبض، على نجم وسائل التواصل الاجتماعي أحمد حسن وزوجته، بتهمة ترهيب طفلتهما الصغيرة، في مقطع فيديو عبر يوتيوب.

وظهرت زوجة "اليوتيوبر" الشهير، في الفيديو محل الجدل، بعد أن لونت وجهها باللون الأسود، ثم طلبت من سيدة أخرى، كانت معها بالمنزل إحضار الطفلة التي أصيبت بالذعر، حين شاهدت وجه أمها، وقد تغير لونه، مما تسبب في دخولها في نوبة بكاء شديدة، وسط ضحكات الأم والأب.

بي بي سي