يبدو ان العرض الايراني في قبول فتح حوار ايراني مع السعودية ينتهي بمصالحة عرض ثعالب خصوصا بعد ما جاء في العرض على لسان الخارجية الايرانية من شروط اكدت انها في حال ابتعدت الأخيرة عن العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة ،فانها ستكون جاهزة للمصالحة ، فاللعبة مكشوفة تقدم من خلالها طهران مناورة سياسية لتحقيق مكاسب سياسية، منها إرسال رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة بأنها جادة في حل المشكلات القائمة.

كيف بمن يعرض المصالحة يسعى يستمر في مسلسل استعراضات التحدي عبر تجريب صواريخ بالستية وصاروخ ناقل للقمر الاصطناعي وطائرات مسيّرة مع مناورات عسكرية قريبا من مضيق هرمز وسواحل حلفاء واشنطن في رسائل مزدوجة تفهمها عواصم في الخليج وقد تتجاهلها واشنطن فترة من الزمن، فيما لا يزال الضغط الإسرائيلي ماثلا، وكيف بمن يريد المصالحة يستمر في دعم وتمويل الارهاب من خلال اذرعه القائمة في المنطقة (حزب الله ، انصار الله ، المليشيات في العراق ، والمعارضة في البحرين )، وتهديد امن الاقليم والامن الاقتصادي العالمي من خلال الطائرات المسيرة وغيرها ، ومن الذي سيفاوض او يصالح في ظل تعدد مراكز صنع القرار الايراني ، وتباين المواقف بين الموقف السياسي (روحاني وظريف ) والموقف العسكري (الحرس الجمهوري الايراني ) ، وتستمر في العدوان الإيراني المنفلت بلا رادع ولا قانون دولي، وتستمر في احتلالها لاراض وجزر عربية .

العرض الايراني يسعى الى احراج الموقف السعودي والخليجي بإن ايديهم ممتدة للسلام و السعودية ودول الخليج ترفضها ، وتحرجها بالتخلي عن حلفاء دوليين ، وتهديد مصالحهم القائمة على شراكة اقتصادية وامنية.

اعتقد ان حسن النوايا لا يتأتى باعلان اعلامي دون خطوات على الارض في مقدمتها ايقاف سياسة العداء الممنهجة في دعم الارهاب والجماعات المتطرفة في اليمن والخليج والعراق وسوريا ولبنان، والعدوان المتكرر بالطائرات المسيرة، وايقاف الانشطة النووية، واعادة الجزر الاماراتية المحتلة، وعدم العبث في سوق النفط العالمي، لتكون الارضية صالحة لصناعة المصالحة في الاقليم، ولا اعتقد ان في فكر السياسة الايرانية نية لذلك لانها تعلم ان المصالحة والاستقرار يعني نهاية النظام القمعي في طهران، واستقراء التاريخ منذ العام ١٩٧٩ يؤكد ما نذهب له في عدم جدية ايران واستمرارها في مراوغة مكشوفة.

*mamoonmassad@hotmail.com